الصفحات

أحتاجُ إلى نورٍ شعر: صالح أحمد (كناعنة)

⏪⏬
فجري يحتاج إلى قبسٍ لم تُطلِقْهُ يَدٌ راعِشَةٌ
خلف جدار الوهمِ،
وتحت سماءِ الرّهبَة

نورٌ يَأخُذُني مِن ناصِيَةِ الليلِ
إلى أفقٍ لا تَدنوهُ الصّدفة
يجعلني أشعُرُ كَم أعمى عِشتُ
لا أبصرُ إلا أسئلةً لا تُشبِهُني
وزمانًا ما عادَ يلائِمُ أورِدَتي
ودَمي المسكوبَ على لغتي.
---
أحتاجُ إلى نورٍ يزرَعُ في وعيي نافِذَةً
تفتَحُ لي أفقًا برِّيًّا،
تجعلني أدركُ أغنِيَتي،
وأعيشُ جُزيئات الدّهشة،
أستَشعِرُ دفءَ هطولِ العُمرِ
سحائِبَ لا تَخجَلُ، لا تخشى
أن تَغدُوَ لَحنًا يُبصِرُهُ الأعمى،
يقرؤهُ الماضونَ إلى واحاتِ الروحِ
بخطواتٍ تستَحضِرُ شكلَ الضوءِ
وألوانَ الطرقاتِ الممتَدّةِ من قَبَساتِ الحَدسِ
إلى رعشاتِ الحِسِّ المشدودِ إلى عرشِ النّشوَة.
---
أحتاجُ إلى ضوءٍ فذٍ يسكُنُني للبَثقَةِ خُطوَة
تَسلَخُني من جَسَدِ الصَّحراءِ نخيلا لا يظمَأ
يستَسقي دفقَ الإحساسِ المتفجّرِ
إنسانًا من خافِقِ لُغَتي
يتخَطّى عثرَةَ حُنجَرَتي
ينصُبُ مشنَقَةً للوقتِ المتفلِّتِ من شَهوَةِ سُفُني
---
أحتاجُ إلى ضوءٍ يغسلني
ينزعُ كل ثيابِ الظلمَةِ عني
علَّ عيونَ الوردِ الباحِثِ عن أفق تُبصرُ بي...
عاصِمَةً للحبِّ وللأطيار
تُنسيني أني زُرتُ زمانًا
يَغرَقُ فيه الحبُّ
وتَحتَرِقُ الأفكار...

*صالح أحمد (كناعنة)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.