« عصفور الشمس » لفاروق وادي .. ترصد تفاصيل فلسطين في العشرينيات

 ⏪⏬
فاروق وادي قاص وروائي وناقد وفنان تشكيلي ومن الكتاب الذين يعملون بدأب عميق على اعمالهم الابداعية وبفنية وتقنية عالية ،
والقارى لنتاج وادي الابداعي يلحظ مدى اهتمامه بقضايا الانسانية ومعاناتها والاشتباك مع اللحظة الراهنة بأدق تفاصيلها ضمن رؤية مبنية على ايقاعات الحياة ومن خلال شخصيات تعالج في حواراتها الدقيقة والمرسومة بعناية تفضي الى واقع مأزوم وضمن مخيلة مكتنزة بمشاهدات اختمرت في ذاكرته.
مؤخرا صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر للروائي فاروق وادي عمل روائي جديد بعنوان( عصفور الشمس) ، وتأتي هذه الرواية بعد عدة اعمال ابداعية ، ففي القصة القصيرة له :"المنفى يا حبيبي" ، وفي أدب الاطفال له :"مرايا السحب ، وقوس قزح" وفي الرواية صدر له:"طريق البحر ، رائحة الصيف": وفي السيرة له" منازل القلب" وله في النقد:"ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية: غسان كنفاني ، اميل حبيبي ، جبرا إبراهيم جبرا" ، وترجمت سيرة منازل القلب الى الالمانية وصدرت عن دار نشر دوناتا كنزلياخ.
تنطلق أحداث وشخوص هذا العمل الروائي ( عصفور الشمس) من الواقع المسكون بالازمات والانكسارات الكثيرة والمتلاحقة التي تعصف رياحها في ارضية الواقع المتشظي والمنهار ، وتلعب مخيلة الكاتب في بناء الشخصيات لتحاكي انسانية الانسان وتقف على مفاصل الحياة الضبابية.
ويعود زمن الاحداث في هذا العمل تقريبا الى عشرينيات القرن الماضي في فلسطين ، أي ان الروائي لم يعش هذه التجربة والحدث الموضوعي له على عكس روايته ( رائحة الصيف) التي استمد ونهل تفاصيلها واحداثها وشخصياتها من سيرته الطفولية . رواية "عصفورالشمس" الفلسطيني كما تقول بعض المواقع على الانترنت: عصفور صغير الحجم يتميز بريشه الملون بألوان الطيف الزاهية ، وهواكثر الطيور تعبيرا عن خصوصية الطبيعة الفلسطينية ، وقد اكتشف هذا العصفور في فلسطين.
من هذا العمل الروائي نقرأ: "فكر الرجل العاري بأن ينحني ليلتقط حجرا يقذفه نحو الكلاب لتبديد شملها ووقف نباحها ، غير أنه شعر بأن القيد كان ثقيلا على قلبه والرسغين ، وأحس بأن العواء الحاد ، الذي يتردد في داخله ، أقوى وأشد مضاضة من عواء".

*عمرابوالهيجاء