الصفحات

وَتَمْضِيْنَ فِــــي الْبَحْرِ | نصوص ...* سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد


1
⏪هو النفط

هُوَ النَّفطُ ...
تَسرِي بِهِ أَرْضُنَا

فَمَنْ قَالَ لِلنَّاسِ يَسْرِي هُنَا
وَمَنْ قَالَ تَحْتَ تُرَابِ النَّخِيلْ
مِنَ الْمَاْلِ نَهْرٌ يَسِيلْ
وَمَنْ قَالَ بِالنَّفْطِ نَبنِي بِلادَا
وَمَنْ قَالَ إِنَّ الْجِيَاعَ مَعَ الْخُبزِ نَامُوا
وَإِنَّ الأَرَامِلَ لَنْ يَرتَدِينَ السَّوَادَا
وَمَنْ قَالَ إِنَّا كَكُلِّ الشُّعُوبِ
سَنُطْلِقُ أَحْلامَنَا لِلرَّحِيلْ
هُوَ النَّفْطُ مِنْ أَجلِهِ أَحْرَقُونَا
وَمِنْ أَجْلِنَا سَرَقُوْهُ!
خُذُوهُ
وَلَكِنْ دَعُوا طِفلَ جَارَتِنَا فِي الطَّرِيْقِ يُغَنِّي
دَعُوهُ كَأَيِّ حَمَامَةِ صُبحٍ
خُذُوا النَّفْطَ مِنْ كُلِّ أرضِ السَّوَاد
وَلَكِنْ دَعُوْهُ يُغَنِّيْ
هُوَ النَّفْطُ ...
مِنْ أجْلِهِ هَمَرَاتٌ
تَسُدُّ طَرِيْقَ الْحَيَاةِ الْجَمِيلْ
وَمِنْ أَجْلِهِ جَاءَ جَيْشٌ
يُشَوِّهُ وَجهَ الشُّرُوْقِ وَوَجْهَ الأَصِيلْ
هُوَ النَّفْطُ يَا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ هَهُنَا
لِتُهْدِي إِلَيَّ الْحَبِيبَةُ مَوْجَةَ نَهْرٍ
لِتُهْدِي إِلّيَّ الْحَمَاْمَةُ بَعْضَ الْهَدِيلْ
هُوَ النَّفْطُ...
مِنْ أَجْلِهِ هَمَرَاتُ العَذَابْ
تَطِيْشُ رَصَاْصاً،
عَلَىْ طِفْلِ جَاْرَتِنَا فِي الغِيَابْ
خُذُوْا النَّفْطَ ...
لَكِنْ دَعُوْا طِفْلَ جَاْرَتِنَا في الطَّرِيقِ يُغَنِّيْ


⏪2
وَأَنْـــــــتِ وَحِــــــــــيْدَةٌ مِـــــــثْلِيْ

وَكَانَتْ جَلْسَةُ الشُّعَرَاءِ نَاعِسَةً...
لأَنَّكِ لَمْ تَكُوْنِي فِي قَصَائِدِهِمْ
وَكَاْنُوا دُوْنَمَا فَرَحٍ، وَلا حُزْنٍ
يَبِيْعُوْنَ الكَلامَ...
وَلَيسَ مِنْ غَضَبٍ عَلَى يَدِهِمْ
وَكُنْتِ وَحِيدَةً فِي اللَّيْلِ...
مِثْلِي تقرَئِينَ قَصَائِدَ المَوتَى
وَكَانَ الْعُمْرُ يَمشِي صَوبَ ذَاكَ الدَّربِ ...
وَالصَّحرَاءُ كَانَت تَنْشُرُ الصَمْتَا
يُعَذِّبُنَا مَعَاً هَذَا السُّكُونُ فَمَنْ
سَيَترُكُ فِيْ صَبَاحِ لِقَائِنَا صَوْتَا
تَعِبنَا...
وَالْحَيَاةُ هِيَ الحَيَاةُ...
فَلَمْ تَزَلْ شَمْسٌ عَلَى الأَنهَارِ...
مَاْ زَالَتْ حُقُولُ القَمحِ هَادِئَةً
وَلَكِنَّا قد حَمَلْنَا لِلحَيَاةِ بِطَيشِنَا مَوْتَا

وَأنتِ وَحِيدَةٌ مِثْلِي
وَحَائِرَةٌ
فَقَد ذَهَبَ الظَّلامُ بِأَنجُمِ اللَّيلِ
وَبَينَ الرَّمْلِ وَالرَّمْلِ
نُفَتِّشُ عَنْ عُيُونِ المَاءِ وَالظِّلِّ
وَبَينَ المَوتِ وَالقَتلِ
نُفَتِّشُ عَن مَسَاءِ الحُبِّ وَالوَصلِ
هُوَ المَاْضِي...
رَكَضنَاْ فِي لِقَاءِ الغَيمِ بِالحَقلِ
هُوَ المَاضِي
تَرَكنَا فِيهِ ضِحكَتَنَا
وَعُدنَا فِي زَمَانِ القَهرِ وَالذُّلِّ
نُفَتِّشُ عَن عُيُونٍ تَمسَحُ الأَحزَانَ...
عَن دَربٍ
لِيَأْخُذَنَا هُنَاكَ لِمَغرِبِ التَّلِّ
حَزِينٌ هَهُنَا وَحدِي
وَلَونُ الحُزنِ مِن حَولِي
وَأَنْتِ وَحِيدَةٌ مِثْلِي


3

وَتَمْضِيْنَ فِــــي الْبَحْرِ

تَعَاْلَيْ إِلَىْ وَجْهِيَ المُتْعَبِ
فَلَيْسَ لَدَيَّ جَزِيْرَةُ وَرْدٍ
مَشَيْتُ عَلَى سَفْحِيَ الْمُجْدِبِ
أُرِيْدُكِ كَفَّاً تَمُرُّ بِوَجْهِيْ
لَقَدْ سَاْفَرَ الْبَحْرُ مِنْ جَاْنِبِيْ
جَمِيْعُ الْكَوَاْكِبِ تَهْمِسِ لِيْ
وَتَمْضِيْنَ، وَالْبَحرُ وَجْهٌ حَزِيْنٌ
إِذَاْ سَأَلَتْكِ النَّوَاْرِسُ عَنِّيْ

إِلَىْ دَرْبِيَ الْعَاْثِرِ الأَحْدَبِ
وَلاْ غَيْمَةٌ فِيْ الْمَدَىْ الأَرْحَبِ
وَوَجْهُكِ فِيْ السَّاْحِلِ المُعْشِبِ
وَوَجْهَاً عَلَىْ لَوْحَةِ الْمَغٍرِبِ
فَأَرْجُوْكِ لِلْغَيْبِ لاْ تَذْهَبِي
فَهَلْ كَاْنَ صَوْتُكِ فِيْ كَوْكَبِ
وَوَحْدِيْ عَلَىْ جُرْفِهِ الْمُرْعِبِ
فَقُوْلِيْ هُنَاْكَ أَبُوْ الطَّيِّبِ

* سَعْد جَرْجِيْس سَعِيْد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.