لُـغَـةُ الْـجُـدُودِ ( بَـغُـورُ ) يـَـعْـشَـقُـهَـا ...*مـحـمـد رحـيـمـي لـفـسـيـسـي - المغرب

⏪⏬
إِنْ أُهْـمِـلَـتْ بِـفَـمِ الْأَدِيــبِ نَـفَـائِــسُ
بُـنِـيَـتْ لِـمَـاذَا فِي الْـبـِـلاَدِ مَــــــدَارِسُ ؟

غُـبُـرَاتُ حِـبْـرٍ فِي الْـيَـرَاعِ تَـجَـمَّــعَـتْ
فَـكَـمَـا بِـــأَزْهَـــارٍ تَـــحـُـفُّ جــَــوَارِسُ
خُطَبٌ عَـلَـى خُـطَـبٍ فَـأَيْـنَ قَـصِـيــــدَةٌ
لَمْ يَـحْـلُ مِنْ غَـيْـرِ الْقَـصِـيـدِ مَجَـــالـِـسُ
هَـذَا مَـسَـاءُ السَّـبْـتِ مِنْـهُ تَـخَـــوَّفَــتْ
ظُـلَـمٌ ، كَأَفْـئِـدَةِ الْـعُـدَاةِ ، دَوَامِــــــسُ
فَكَـأَنَّـمَـا الْأُسْـبُـوعُ غَـــارَ ، تَـحَـالَـفـَــتْ
جُـمُـعَـاتُـهُ ، وَسُـبُــوتُـــهُ ، وَأَخَــــامِــسُ
وَعَلَى سَــرَاةِ التَّـلِّ غَــرَّدَ بُــلْــبُــــــلٌ
وَالزَّهْرُ فِي مِنْـقَـارِهِ ، مُــتَـجَـــــانِـــــسُ
وَكَــأَنَّــهُ بالْــحَـاضِــرِيــنَ مُــــرَحِّـــــبٌ
يَـلِـجُ الْـغَـدِيــرَ بِـرِيــشِــهِ ، وَيُـعَـاكــِــسُ
مَـا بَالُهَا تَـجْـنِـي الْـقَـصِـيـدَةَ رِيشَــــتِـي
مِنْ مُـهْـجَـتِـي الظَّمْـأَى ، وَلسْتُ أُنَـافــِـسُ ؟
قَالَتْ ، وقَـالَ القَــلْـبُ أَيَّـــدَ قَـــوْلَـــهَـا :
《حـضَـرَ الْـكـُمَـاةُ لِـحَـفْـلِـنَـا ، وَفَــــوَارِس ُ 》
الضَّـادُ ، يَا لُـغَـةَ الْـجُــدُودِ تَـــأَهَّــبِــــي
تَهْـجُـوكِ في كُـلِّ الْـجِــهَـاتِ هَـــجــــَـارِسُ
فِي يَوْمِ عِـيـدِكِ يَاحَبِـيــبَـــةُ ، بَــيْــنَـنـَـا
عُـلَـمَـاءُ نَـحْـوٍ فِي الـسِّـجَـالِ أَحَـــامِـــــسُ
بَـغَـرَتْ سُـيُـولُ الْـحِـبْـرِ أَرْضَ طُرُوسِــنَـا
بَغْشاً ، تُـنَـبِّــــيءُ أَنْ سَـيَـسْـعَـدَ غَـــــارِسُ
لَـمَّـا رَأَتْ عَيْنِـي (بَغُورَ ) عَـلَـى الرُّبَـــى
يَـحـْتَـفُّ رَيْــحَـانٌ بِــــهِ ، وَ نَــرَاجِـــسُ
( رحَّــالُ ) عَنْ سِـلْـــكِ الإِدَارَةِ رَاحِـــــلٌ ؟
تَـرَكَ الَّـذِي قَدْ كَــانَ - قَبْلُ - يُـمــَــارِسُ ؟
كَـلاَّ ، فَفِي الـتّـفْـتِـيـشِ أَصْـبَـحَ مَــرْجِـعــاً
وَإِلَـيْـهِ فِي الْأَبْـــحَـــاثِ يَــــرْجِــــعُ دَارِسُ
تَــمْــضِي فُـــصُــولٌ ، ثُـمَّ أَشْـهُـرُ عِــدَّةٌ
لَــٰكِـنْ فَلاَ يُـنْـسَـى الرَّبِــيــعُ ، وَمـَـارِسُ
لُـغَـةُ الْـجُـدُودِ بَـغُــورُ يَـعْـشَــقُـهَـا، ولَمْ
يُهْـزَمْ ، وَ قَـدْ حَـمَـلَ السِّــلاَحَ مُـنَــافِــسُ
يَا أَيُّـهَـا الْأُســْتَــاذُ قُــدْتَ سَـــفِــيــنَــةً
و َعَــدُوُّكَ الـشِّــرِّيــرُ قُــرْبَـــكَ غَــاطِــسُ
كَـمْ حَارَبُــوكَ وَأنْـتَ أَعْــزَلُ فِي الْــوَغَـى
ظُلْـماً ، وَكَـــمْ دُسَّـتْ إِلَـيْـكَ دَسَـــائِــــسُ
مُــتَـفـَـتِّـــحٌ وَيُــقَــالُ أَنَّـــــكَ صَــــارِمٌ
مُــتَـبَـسِّــمٌ و َيُــقَـالُ أَنَّـــكَ عَــــابِـــسُ
إِنِّـي لَأَشْـهَـدُ أَنَّ نُـــورَكَ سَـــاطِـــــعٌ
أَبَـداً ، و أَنَّ اللَّــيــْـلَ حَـــوْلَـــكَ دَامِـــسُ
بَـنُّـونَـةُ الْأُسـْـتَـاذُ أَخْــبَـــرَ أَنَّــكُـــمْ
مَـشْـرُوعُ أُسْـتَـاذٍ ، وَ أنْـتَ مُــشَـاكِــــسُ
وَاللَّهِ قَـدْ حَـمَـتِ الْـكِـتَـابَ بََـــنَـانُـكُــــمْ
والطّفْـلُ يُـؤْذي الْـكُـتْـــبَ حِـينَ يُــلاَمِــــسُ
لاَ تَــحْـسِـبَــــنَّ إِذَا مَـدَحْـتُ بِـــأَنَّــــنِـــي
ثَـوْبَ الـتَّـمَـــلُّـقِ والتَّــكَـسُّـبِ لاَبِـــــــــسُ
وَاللـهِ لَـوْ وَضَــعُـواْ السُّــيُـوفَ عَلَى الْقـَفَا
مـــَا قُـــلــْـتُ إِلاَّ مَـا أَرَى ، وَ أُلاَمِــــــــسُ
مِـنْ أجْـلِـكَ اجْـتَـمَـعَ الرِّجَــالُ بِــقَــاعَــةٍ
وَالسَّـيِّــدَاتُ - كَـمَا تَــرَى - وَأَوانِــــــسُ
أَنْ كَـيْـفَ تَـسْـلَـمُ أُمَّــةُ وَ لِــسَــانُــهَـــا
لِلْـمَـغْـرِبِـيِّ الْـحُـرِّ - مِثْلِكَ - هَــاْجِـــسُ
يَا أَيُّــهَا السـِّـرْبُ الْمُـحَـلِّـقُ فِـي السَّمَــا
لَا يَـسْـتَطِـيـعُ دُخُــــولَ عُــشِّـــكَ دَاعِـــسُ
مَا دُمْـتَ مُـجْتَـمِـعَ الصُّــفُـوفِ ، مُدافِـــعــاً
لِلذِّئْـبِ مَـا تَـرَكَ الْـصُّــفُــوفَ ، وَنَــاعِـــسُ

* مـحـمـد رحـيـمـي لـفـسـيـسـي
 المغرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⏪ قصيدة أنشدتها عشية يوم السبت 01 يناير 2020 في حفل تكريم أحد أعمدة اللغة العربية الأستاذ ( رحّال بغور ) مفتش مادة اللغة العربية الذي أحيل على المعاش ، وارتأيت أن أشارك هذه القصيدة إخوتي من محبي اللغة العربية في كل بقاع العالم .
⏪( القصيدة على البحر الكامل )
⏪الْجوارِس : النَّحْل - الهجارس : صغار الذئاب - الطروس : مفرده طِرْس وهو الصحيفة يكتب عليها - الكماة : الشجعان .
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏