الصفحات

من القدس لبغداد ...* ‏غالية ابوستة‏


⏪⏬
أوّاه يا أختاه
ياوجعي
وأراك بين الجمر تشتعلين

والنيران تصهرني
يا عينك الحوراء
ترمقني
يكفي أنا بالآه يا جوزاء
يسطو الخنجر المسوم
جوف القلب يسكنني
تبكين جوف النار
يا للدمع منه الغبن
يغرقني -أنا الغرقى
ويلهبني
-
يا ونّة من حرّة
هزّت شغاف الصخرة الغرّاء
طفّ الضيمُ يسحقني
أنا يا حبيبة خاطري
لا متّ جوف الحرق
لا بالماء برّدني
شفّ الفراتَ
الشؤم ُبالغربان تنعبُ
في ساحاتك الغرّاء
تنقرني
-
يا حرّ صبري -دجلةٌ
بالقار مشعلة كما كبدي
يا بنت أفلاك العلا
يا شمس دفء العُرْب
تحجبها غيوم الضيم
بالغازين ردفَ السقطِ من عربِ
ضنوا فلا بالغيث قد جادوا ولا حادوا
وما طُمروا
لا تُذعني للحزن
يكفي للدنا حزَني
-
كُفّي البكا--واللطم يا شمّاء
مِلحُ العين أحداق الرّجا
يا حلوتي يُردي
يا جمرة الإلهاب
في ديوان مازوت اللّظى
يُفتي
فلتجَمعي فتيانك الأخيار
يا ذي الحرة اغتُصبت
ببئر النفط من سلقان
أرذال الدُّنا مع الخنى ائتمروا
سجادة الأقصى-استباحوها معا
رُخصاً بلا ثمن
-
بانت لها عورات--عُزّى-اللات
مع هُبَلِ
لاضير - تبدو صفقة الأوباش
والخنّاس بالزّفت انصهارا
بانتخاء رانَ من شيمِ
يا هيبة لن تَمَّحي -يا غرّة الزمن
لا ضير غنّت في بنوك الغزّ
أموال الرّدى--تربو لهم
يا حيف لا تُجدي--!
أيا نتفاً من الإذّلال بالكمد
خزت أوطاننا بالأمر إذ تعطي
وتحاربُ الناموس
لا دِين النهى يُجدي لها
لا قيظها يَندي
يا ويلها بالجحد إذ تعني
-
تربو لها الأموال والإقلال
يسري باضطراد مثلها يربو
طفحَت بنوك النَّهب
والأكداس لا تكفي
غطّى عليها اليتم
في اقطارنا أقناؤه
تكتظُّ بالأدواءِ والنّكدِ
والشَّطُ يبكي النخل
يبكي للجنى بالسقط لا الرّطبِ
يا توأمي الحسناء بنت البغددة
لا تجزعي-بل فاعلمي
من زفرة النيران ألسنة اللظى لهبي
من كربلا يسري إلى الأقصى
وللمهدِ انتماءً دونما منَنِ
-
تجري هنا الأدماء يا بنت السّنا
والموج أدماءُ لأحباب السّنا
صِيدِ النهى
في السجن -في جينين في كلّ الدّنى
ماتوا وقوفا ما اغتذوا الوهنِ
العار لا يقربهموا
يقضون وردا دون عزتهم
لا حزمة الحطبِ
العيب للساعين مع طاغوت كونٍ
مُرفلُ السربالِ بالوطبِ
سمّوا وتين العنفوان اليعربيّ
وكَتّموا الأنفاسَ قد سرقوا الضيا
من هالة البدر
والفتية الأحرارفي أمّ انتفاضات السّنا
والطفلُ والزيتون والرّنتيس
والياسين والكرسي
بالفجر قد أضحى طيور النّوح
في الأجواء---في الطرقات
تبشيراً بأن الشرَّ يكتملُ
وأنّ الحصر للختيار
بين القصف والدخان والنيران
لا سؤل ولا محض انتخاء كاذب
من ساسة التدليس كالنُّصُبِ
ما بين نيران العِدى
والسّم ِفي رمز الفدا يسري
ينتابه استهجان
ذاك السامر الغافي
بحفل الزار
والوُثُنِ

-
وختام حفل العار بالمخبول
والمثبور يا ويلاهُ
يأتي الهوّ بالثمن
بغداد يا أختى
التي اغتُصب الخنى مثلي
تدرينهم كم أبخسوا ثمني
واليوم في تهتيكك
الأوباش قد ثملوا
أنا يا حبيبة مني التين والزيتون
منك عذوبة النهرين والرطب
ومنهم سكرة الإذلال
بين الهيل والعنبِ
وشلّوا هيبة العربِان
بالوهَنِ
-
أخية خاطري
انتبهي معي
استمعي
أرى برقاً
سيأتي الرعد فارتقبي
صهيل الخيل سيف الله
ذاك البرق همس الريح يعلو
طفّ بالكمدِ
أراهُ الصمت يخبو
خبّ الرّكب بالفتيان بالفرسان
داس الخوفَ
داسَ الخلفَ للبشرى
أخيّتي اعتمِدي

* ‏غالية ابوستة‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.