الصفحات

جريدة ...* عصام زودي

⏪⏬
هأنا جالس عند عتبة الباب أتلصص إلى الشمس الباهتة ولسعات برد يحملها جسدي ويتحملها لأنه لاخير في بيتي البارد في هذا
الشتاء البريء من دخان المدافىء. انشغلت قليلا عن تحيات المارة التي أسمع بعضها ورحت أتصفح جريدة قديمة تحمل أخبار اجتياح دولة عربية لدولة أخرى. ابتسمت وعدت بالذكرى إلى أيام الجندية التي لم تكن تحمل شيئا في ذاكرتي، لابطولات ولاحتى أحداثا تفجر ذاكرتي بشيء أعتز به. قلبت الصفحة الرئيسية عن الحدث الأهم ورحت أقرأ عن هموم الحداثة في الأدب العربي والشعر الفصيح وكيف باتت القصيدة الحرة تشق طريقها وسط غبار المتفوقين في قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية. ابتسمت والحمد لله من جديد إلى أن كاد وجهي أن يتصدع قليلا. لمست وجهي كي أتفقده لأنني لم أعتد الابتسامة وانا أقرأ. رغم أنها قديمة وعمرها قارب الثلاثين عاما كنت أقلبها كعاشق يقلب شعر محبوبته ذات اليمين وذات الشمال. الغريب حتى برجي الذي قرأته مرات ومرات بها أحاول إسقاطه على عام 2020. لكن مهلا بدأت عيناي تقفز من مكانها عندما قرأت عن سعر الصرف في ذلك الحين. رباه لقد كان راتب الموظف قياسا بيومنا هذا 350 دولار أمريكي .ابتسمت من جديد الابتسامة البلهاء ذاتها. اشتد البرد قليلا، تلمست ركبتي وفركت يدي بقوة لأستمد الدفء. سبحت بأفكاري بعيدا. ...وبعيدا. .... وبعيدا إلى أن خطفت ريح قوية الجريدة من يدي لتلقيها في بقعة ماء وسط الطريق.

* عصام زودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.