⏪⏬
يكسرني غيابكَ ينهشُ عظامي جليد صباحكَ المضنّي يزفّ روحي انكساراً يؤلمني الغياب أعيشه ضجراً فيكَ أيها البرد القارس كجرعة الكيماوي المتسربة عبر وريد الروح.
أتوجع في وطنٍ على وطنٍ كوجع الحواكير في قرانا ناهضةً على ألم السنديان والمنشار يأكلُ أخشابه ....أااااه على أعمالك أيها الإنسان ...آااااهٍ عليك وأنت تحوّل الأخضر إلى يباس والوطن إلى شتات.
يكسرني شتاءك القارس رماداً ، كهطل ثلج فوق الجبال ، أترنحُ كغيمةٍ عابرة لسبيلنا ، تحملها الريح سماءً تتلظى كنارٍ بلالهيب ترنو للصباحات لعشقٍ أبديّ لحلمٍ نسيناه تلاشى مع أول خيوطِ الشمس الناهضةِ مِنَ القلب للقلب وأنا أتكور انشطاراً قُبيل الإنشطارْ .
-أمي..
يتبوأ تاريخكِ حزناً وذكريات ووطناً أضعناه حتى اللحظةِ الأخيرة وأنتِ توصين بأنْ نكون مع الفريق وهانحن مع الوطن الفريق ..
كم للذكرياتِ معكِ فرحُ العيد ، وكمْ لكِ حديث طفلة الروح وأنتِ تسألين
-ألم تنتهي الحرب؟
ومتى النصر ..
لقد أنهكتنا الحرب ، رفعتْ كأسَ موتنا ضجراً لكنْ صمدنا ياأمي وبقينا.
ألاتذكرينْ ؟
لدمعكِ ألف شهيد ووطنْ...
لعينيكِ ألفاً ينتظرن ..مازالت المعارك دائرة والحرب لم تنتهي وأنا أصارعُ ورما سرطانيا في جسدي ، بأمل الإنتصار .
لن أموت ياأمي على مذبح الخيانات كما يموت الخائنون ..
إن متُّ المقابر امتدادٌ لمقبرة قريتنا التي امتدت اتساعا لتعمَّ الكون . هي العصافير لم تزر المقابر والأضرحة غدت ملاذاً للوافدين بينما الياسمين بكى من روحه دمعاً ..
رسم ابتسامته وهويلوذ بالوداع الأخير ..كأنّه يُحدثني بالأمل بالنصر ببقاء وطن يكبر بالشرفاء المحبين .
* عمر فهد حيدر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.