الصفحات

ذكرى الراحلين المسك | قصة قصيرة...* بقلم الأديبة عبير صفوت

⏪⏬
تساءلت الفتاة عن هذا الرجل ، الذى هو بمثابة الأحظية ، لرَجُل الشارع .

حتى قالت "صفاء" بنصف بسمة ، وكأنها فى حالة من الغموض والرهبة :
والدتى العزيزة ، اين رجل الشارع ؟!

قالت الأم لأبنتها ، جديدة العهد بالزواج ، بعد تردد :

حبيبتى ، قد غادر رجل الشارع .

عاَدت " صفاء " وهى تُلح على هذا السؤال :

وإنما ، الى أين كانت المغادرة ؟!

قالت الأم وهى ، تصفع اللحظات والأوقات ، بشئَ من اللوم والحزن والشعور بالألم :

حبيبتى ، كنت أرى فيك ياصغيرتى ، الحب والوفاء والتعود ، لذلك أعلمى ياحبيبتى ، أن اللذين يقومون على الحماية للأخرين وأسعادهم ، هم من رواد الجنة .

تنبهت " صفاء" لكلمة جنة ، حتى تذكرت الأحايين التى ، كان يجاورها هذا الشجاع ، منوال العطاء والبسمة ، والرجل الكبير ، الحج " حسني" والد الحج " شعبان"

كان الأعتماد فى أشغال صناعة المخبوزات ، على الرجل الرائع " الحج شعبان "

هذان الثنائى ، كان لهم الأحترام والهبة والتقدير ، فى حارة " ابراهيم رحيم" التى كانت تشهد ، بالحماية والتقدير لكلاَ منهما ، فلم يجرؤ قريب او بعيد من الفتية ، أن يزاولوا طقوسهم ، فى الهرج والمرج ، والأزعاج .

إنما ، كان للقدر قرارا ، حتى رحل الحج " حسني " واعتكف الحج " شعبان ، على ذكراه الحميدة ، ولم يستطيع مهما اعتكف على الآمة ، الا ان يكون " الحج شعبان " حارس حارة" أبراهيم رحيم " وكانت سهراتة ، واوقات النهار حتى الأظلام ، يحيا بالمأكل والمشرب ، عند فوهه الشارع .

نظرات مؤسفة ، وعيون دامعة ، تتذكر وترى ، مالا يمكن نسيانة .

مسحت " صفاء " دمعة معلقة ، ساخنة ، أكلت من الود والحب ، لهذا الرجل تمضغت بمقلتيها .

حتى قالت للأم التى تلاشت السعادة فى عينيها ، تحتضن اياهاـ ، متنهدة بصبر وروية وإيمان :

فليرحمك الله ، يارجل الشاَرع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.