الصفحات

تاجُ السَّرابِ ... *شعر : مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
جَسَدِي هُنَاكَ
وأنا هُنَا

وهُنَا امتِدَادُ الرَّحيقِ
وهُنَاكَ صَقِيعُ الظُّلِّ
الشَّمسُ تُشرِقُ مِنْ عَطَشِي
المَطَرُ يُطِلُّ من أصابعِ صَمتِي
والأرضُ تَحبُو على دُرُوبِ رُوحِي
مَا مِنْ مَوتٍ إلّا وَكُنتُ
بَعضَاً مِنهُ !
مَا مِنْ سُقُوطٍ إلَّا واستَنَدَ عَلَيَّ !
الشَّهوَةُ تَفتَرِسُ جَحِيمِي !
وأنا أتَسَلَّقُ صَهِيلَ التَّفَجُّرِ
لِأعلِنُ عَنِ إنتِهَاء مَرحَلَةٍ
مِنَ التَّنقِيبِ عَنْ لُغَتِي
فَقَد وَجَدتُ في آخرِ سَطرٍ
مِنْ غُربَتِي الحالِكَةِ
أنَّ خُطُوَاتٍي قَدْ أثمَرَتْ مَقبَرَة
وكانَتْ دُمُوعِي تَعوِي مِدرَارَاً
في أصقَاعِ الوِحشَةِ المُتَحَجِّرَةِ
تَرَكتُ دَمِي على أرصِفَةِ الصَّدَى
وَحَمَلتُ على ظهرِي سُخرِيَة العَدَمِ
وَرُحتُ أدُقُّ أبوابَ الظُّلمَةِ
عَلَّ بَصِيصٍ يَأخِذُ بِيَدِ شَهقَتِي
أو أنَّ نَافِذَة تُكَسِّرُ لِيَ اختِنَاقِي
لَكِنَّ الماءَ غَافِل عَنْ حنجَرَتِي
والرَّغِيفُ يَسُوطُ لِي جُوعِي !
إنِّي أُعلِنُ عَنْ انتِمَائِي
لِبَحرٍ سَرَقَتْ مِيَاهه الأشرِعَةُ
وَتَرَكَتْ على رِمَالِهِ
طُفُولَتِي المَحشُوَّةِ بالملحِ والزبد
لِتَهتُكَ الضَّوَارِي بِقَصِيدَتِي
وَيَرتَسِم فَوقَ جُمجَمَة النَّدَى
تَاجُ السَّرَابِ العَظِيمِ .

*مصطفى الحاج حسين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.