⏪⏬
في ليلة شاتية عاصفة ماطرة أصوات الرعد مرعبة بهديرها المدوي ، البرق يخترق النوافذ يكاد يخطف الأبصار ، تداخلت أصوات
الرعد بأصوات الانفجارات ، وأظلمت الدنيا أكثر بعد انقطاع الكهرباء ، حينما تساقطت أغصان الشجر على الأسلاك الفتاة رباب طالبة في الصف الثالث المتوسط ينتابها الخوف تمسك بثوب أمها وترمي كتابها من يدها ، انفجار مفاجئ يصرخ سعيد يرتمي بحضن والده يختض خوفا يهدىء والده من روعه لا تخاف يا ولدي إنه صوت الرعد وهو يضحك .... أخيرا أوقدت أمهم شمعة بددت الظلمة وخففت من خوفهم ، اشتدت الرياح . أصوات النوافذ والأبواب تزيد من وحشة المكان وكأنما البلدة مهجورة وأصوات الكلاب تزيد الطين بلة ، رباب تبا للإمتحان تتمدد مع أمها في الفراش وهي ترتجف خوفا ، تردد مع نفسها سورة الفاتحة تصبر نفسها ، يحاول والداهما رفع معنوياتهما وهو يخفي قلقا ، فالوضع غير آمن ويحس بالتقصير تجاههم فنفسية العائلة تتراجع ، تعاتبه زوجته لماذا كل هذا العناد يا رجل ترجيتك أن نغادر المكان وأنت بخطر ، أما رأيت لبيت جيراننا كيف قصف و تداركوا أمرهم و هربوا ، يهون الأمر لا تقلقي الصباح رباح سنترك البلدة غدا إن شاء الله ، ولكنها ساعات الليل تمر ثقيلة سعيد يخاطب والده وبيده كتاب تاريخ الصف الرابع الإعدادي ، نعم يا ولدي ، لماذا الصهاينة يقتحمون بيوت الفلسطينين ليلا ويفجرون الأبواب بقنابل صوتية ....وهم على هذا الحال وإذ بانفجار يهز المنطقة تهتز أركان غرفتهم وأرواحهم تصل الحلقوم !!!عم الهدوء قليلا وعيونهم تتخاطب فيما بينها لماذا كل هذا العذاب؟ لماذا لم نغادر المكان ونبحث عن الأمان ؟! ليتفاجأوا باقتحام غرفتهم من قبل ملثمين عيونهم تقدح شرا ، تشهق الأم حتى تضع تحتها خوفا ، تصرخ رباب هلعا ويديها ملطخة بدماء أمها !!! حاول الأب الفرار من النافذة دون جدوى ، أمسكوا به طرحوه أرضا وهو يقاوم ، حاول سعيد مساعدة أبيه ، كتابه تمزقت أوراقه تحت اقدامهم ، ضربه أحدهم وشق رأسه و أشار عليه بسلاحه ، تمالكت الأم أنفاسها حاولت ترجتهم ولكنهم قساة ، حملوهم ورموهم خارج المنزل ، البلدة موحشة يأسرها الخوف ، تفقد الأم وعيها تحاول رباب مساعدتها ، ينتظرون مصير والدهم وهم على وجل ، أخيرا خرج الملثمون من المنزل يقتادون الوالد معصوب العينين ، ترجاهم توسلهم لكن من دون فائدة ، غادرت العصابة المكان أوشى أحدهم بإذن سعيد حذره من الاقتراب من المنزل وبعد دقائق وسعيد يحتضن أمه وإذ بالمنزل يدوي منفجرا لكي يفقد سعيد و أخته وعيهما ، وفي الصباح تعثر عليهم دورية للشرطة ، وبعد أسبوعين يجدوا أنفسهم في المستشفى ، لم يبق من ذكرى والده والمنزل إلا تلك الصور العالقة بذهنه ، أجبرته على ترك المدرسة بعدما كان متميزا ويصبح صاحب قلب تعشعش به فكرة الحقد و الإنتقام ، و أخته التي أتعبت نفسها بكثرة لوم نفسها عما حصل لأبيها بسبب امتحاناتها المتأخرة ففقدت عقلها وأصبحت مجنونة حبيسة المنزل ، لتتمكن إحدى المنظمات الإنسانية من مساعدة سعيد و أعادت تأهيله نفسيا مرة أخرى ليكمل دراسته ويصبح ناشطا للدفاع عن حقوق الإنسان و يدعو لحرية الفكر .
*أركان القيسي
العراق
في ليلة شاتية عاصفة ماطرة أصوات الرعد مرعبة بهديرها المدوي ، البرق يخترق النوافذ يكاد يخطف الأبصار ، تداخلت أصوات
الرعد بأصوات الانفجارات ، وأظلمت الدنيا أكثر بعد انقطاع الكهرباء ، حينما تساقطت أغصان الشجر على الأسلاك الفتاة رباب طالبة في الصف الثالث المتوسط ينتابها الخوف تمسك بثوب أمها وترمي كتابها من يدها ، انفجار مفاجئ يصرخ سعيد يرتمي بحضن والده يختض خوفا يهدىء والده من روعه لا تخاف يا ولدي إنه صوت الرعد وهو يضحك .... أخيرا أوقدت أمهم شمعة بددت الظلمة وخففت من خوفهم ، اشتدت الرياح . أصوات النوافذ والأبواب تزيد من وحشة المكان وكأنما البلدة مهجورة وأصوات الكلاب تزيد الطين بلة ، رباب تبا للإمتحان تتمدد مع أمها في الفراش وهي ترتجف خوفا ، تردد مع نفسها سورة الفاتحة تصبر نفسها ، يحاول والداهما رفع معنوياتهما وهو يخفي قلقا ، فالوضع غير آمن ويحس بالتقصير تجاههم فنفسية العائلة تتراجع ، تعاتبه زوجته لماذا كل هذا العناد يا رجل ترجيتك أن نغادر المكان وأنت بخطر ، أما رأيت لبيت جيراننا كيف قصف و تداركوا أمرهم و هربوا ، يهون الأمر لا تقلقي الصباح رباح سنترك البلدة غدا إن شاء الله ، ولكنها ساعات الليل تمر ثقيلة سعيد يخاطب والده وبيده كتاب تاريخ الصف الرابع الإعدادي ، نعم يا ولدي ، لماذا الصهاينة يقتحمون بيوت الفلسطينين ليلا ويفجرون الأبواب بقنابل صوتية ....وهم على هذا الحال وإذ بانفجار يهز المنطقة تهتز أركان غرفتهم وأرواحهم تصل الحلقوم !!!عم الهدوء قليلا وعيونهم تتخاطب فيما بينها لماذا كل هذا العذاب؟ لماذا لم نغادر المكان ونبحث عن الأمان ؟! ليتفاجأوا باقتحام غرفتهم من قبل ملثمين عيونهم تقدح شرا ، تشهق الأم حتى تضع تحتها خوفا ، تصرخ رباب هلعا ويديها ملطخة بدماء أمها !!! حاول الأب الفرار من النافذة دون جدوى ، أمسكوا به طرحوه أرضا وهو يقاوم ، حاول سعيد مساعدة أبيه ، كتابه تمزقت أوراقه تحت اقدامهم ، ضربه أحدهم وشق رأسه و أشار عليه بسلاحه ، تمالكت الأم أنفاسها حاولت ترجتهم ولكنهم قساة ، حملوهم ورموهم خارج المنزل ، البلدة موحشة يأسرها الخوف ، تفقد الأم وعيها تحاول رباب مساعدتها ، ينتظرون مصير والدهم وهم على وجل ، أخيرا خرج الملثمون من المنزل يقتادون الوالد معصوب العينين ، ترجاهم توسلهم لكن من دون فائدة ، غادرت العصابة المكان أوشى أحدهم بإذن سعيد حذره من الاقتراب من المنزل وبعد دقائق وسعيد يحتضن أمه وإذ بالمنزل يدوي منفجرا لكي يفقد سعيد و أخته وعيهما ، وفي الصباح تعثر عليهم دورية للشرطة ، وبعد أسبوعين يجدوا أنفسهم في المستشفى ، لم يبق من ذكرى والده والمنزل إلا تلك الصور العالقة بذهنه ، أجبرته على ترك المدرسة بعدما كان متميزا ويصبح صاحب قلب تعشعش به فكرة الحقد و الإنتقام ، و أخته التي أتعبت نفسها بكثرة لوم نفسها عما حصل لأبيها بسبب امتحاناتها المتأخرة ففقدت عقلها وأصبحت مجنونة حبيسة المنزل ، لتتمكن إحدى المنظمات الإنسانية من مساعدة سعيد و أعادت تأهيله نفسيا مرة أخرى ليكمل دراسته ويصبح ناشطا للدفاع عن حقوق الإنسان و يدعو لحرية الفكر .
*أركان القيسي
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.