الصفحات

عفـــــاف | قصة قصيرة ...*بقلم الأديبة: عبير صفوت

⏪⏬
وقف "مدحت " يرتجف ، يحاول أن ، يستر ما أنكشف منه ، بلا دراية ، وهو يجرجر ، ذيول الخطيئة والندم ، باكياَ ، يتنكر بالنحيب
والصراخ :
برئ ، برئ عليكم بأمرى ، برئ واللهى .

حدجة مدون التحقيقات ، نظرة ثمارهاَ ، الخزى والعار ، قائلاَ بين خلدة :
خلائق لا تعرف الله .

حتى جلس المحقق ، فوق المكتب بمسرح الجريمة ، وبدى ، أن هالة الأمر بالسوء ، حتى قال للجانى العارى :

من أين لك البراءة ، وانت موصوم وعارى ، والقتيلة ، بدى عليها العراك والسوء .

انتفض "مدحت" بكل خلجاته قائلاَ ، انها احبولة ، كيد منها تلك القتيلة ، كانت تنوى ان تدبرهاَ ، انما ، أنا برئ ، برئ .

طهق المحقق ، فغضب وثار ، وجهر بصورة غير متوقعة ، اََمرة ناَهية :

مدحت ، الأفضل لك الأعتراف، هذا كل مافى الأمر .

بكى مدحت ، معترضاَ :

لكنى ، برئ ، بر ئ .

اخذ المحقق ، نقطتة الأخيرة ، قائلاَ بتحدى :

اذا ، سيكون الأعتراف ، بعد التحليل الجنائى .

جلس "حامد" زوج القتيلة ، مزهولاَ ، ينظر للجسد الغارق فى دمائة ، لا يستطيع أن يتفوة ، الا بكلمة واحدة ، ساخرة :

نهايات الخيانه دائماَ ، تتوقع بالقتل .

شعر المحقق بشبة تعاطف مع الزوج ، حتى قدم الية سيجارة ، مؤمنا بكلامة :

منذ متى ؟! وانت تعلم بالخيانة .

ازاح "حامد" جسدة نحو الخلف ، وفرج اقدامة ، متنفساَ الصعداء ، كأنة أتى من طريق عميق ، ويستعيد كيانه ، وسرد بصوته الهادئ :

كانت ، شديدة الصراخ والأنفعال والحدة ، هائجة ، شاردة ، متعاقبة التيارات المختلفة ، تارة هادئة ، وتارة كالماجون ، كانت شديدة الغيرة ، من الهاتف ، من الباب ، من النافذة ، وتصعقها الخيالات .

استوقف المحقق "حامد" حتى قال :

هل تتذكر بعض المواقف ؟!

تنهد "حامد"قائلاَ :
لن أنسي تلك الليلة ، عندما أتيت ، من العمل متأخرا ، ورأت عفاف ، تلك الجارة تصعد خلفى ، حتى صرخت قائلة ، بصوت جهورى لاَذع ، اعتقد سمعة بعض الجيران ، قائلة :

هاهى الخيانه تصعد ، أدركت الامر لتوة ، أنما عليك ان تعلم أننى ، ساعاقبك فى كبريائك ، ساوصمك فى شرفك ، سأجلب لك العار ، العار ، ساجعلك اضحوكة ، يدفع ثمنها امثالك ، المتهاونين بالشرف .

استنفذ "حامد" قوتة ، وبعد عراك ، استهلك الذاكرة ، صمت رويا ، ثم قال ، وهو ينظر للبراح ، بعيناه الجاحظة :

لم أكن اتوقع ، حدوث خيانة ، برغم التهديد والوعيد .

يتنهد المحقق ، عندما يتأكد من تدوين الكاتب لكل الأقوال قائلاَ :

حتماَ ، سيأخذ القانون مجراه ، وسيعترف القاتل .

**
صمتاَ يضوى بغرفة التحقيقات ، بين المحقق و
" مدحت " وقد تجلى التعب والأرهاق ، قائلاَ ، بصوتاَ اقرب الى التلاشى :

برئ ، برئ ، واللهى برئ .

أخرج المحقق ، صوتا مفاجئ ، بلغة ألأمر :
عليك ، لى من بداية الخيط ، يامدحت .

جلس " مدحت" يسرد بروية وبطء :

عفاف ، انسانة رائعة الخلق ، صديقة ، شديدة الأحترام ، صديقتى ، من أيام الجامعة ،أيضا نحن جيران ، بتلك الشقة التى تزوجت بها ، وهى شقة أبيها الراحل ، تزوجت "حامد" وكان لى بعض التعقيب ، لكنها اعترضت قائلة ، بما لا يمكن ، الوقوف أمامة :

أننى ، احبـــة ، أحبـــة ، أحبــة يا مدحت .

أدركت حينها ، انها متيمة بهذا الحب ، وقدمت المباركة ، لكنها بعد الزواج ، كانت شديدة الشكاء ، والحساسية ، كانت تحكى ، أشياء ، لا تدركها المراة ، الا عن زوج خائن ، وما زاد التأكيد منى ، عندما سافرت "عفاف" لأحدى اقاربها ، ورأيت ”حامد"ومعة أخرى ، وعندما تساءلت ، قال :
هذه أبنت عمى .

شعرت بالخيانة ، ومدى الأحقية ل "عفاف" انما ، قررت الأحتفاظ بهذا السر ، منعا للتفريق بينهما ، خصتا وكانت عفاف تحب "حامد"

خرج المحقق عن صمتة ، كا متابع قائلا :

ما الذى دفعك ؟! لذهاب ، حين وقوع الجريمة .

قال "مدحت " نافيا :

الحقيقة ، ذهابى غير مقصود ، فانا بحكم جيرتى ، سمعت مشاجرة ، واحببت الصلح بحضورى .

تابع المحقق قائلا :
ثم ؟

"مدحت" مستكملاَ :

حضرت ، وقد هدأ الامر ، وخرج ”حامد" على وصال ، ان اقنعها بالأقلاع عن تلك الافكار .

تواصل المحقق :

وهل اقتنعت ؟!

لوح "مدحت" متعاتبا :

الحقيقة ، حدث مالا كنت اتوقعة .

هاَجت عفاف ، واحضرت نصلاَ حاد ، وصوبتة لقلبها ، قائلة بعنف :

عليك بقتلى يا "مدحت" فقد اكتفيت بهذا الحب ، واريد الرحيل .
كانت بالنسبة لى صدمة ، انما قاومت ذلك التصرف ، جذبتها بعنف ، حاولت التصدى بينها وبين النصل ، لكنها قذفتنى فمزق النصل ملاَبسى ، وعندما نهضت ، طعنت نفسها ، حاولت انقاذها ، لكنها لفظت انفاسها الاخيرة .

المحقق ، وقد بدى علية الأجهاد :
لكنك ، مدان باقامة علاقة ، وقتل المجنى عليها ، لرفضها أقامة علاقة ، هذا ما قالة الزوج ، ثبوت الجريمة والخيانة .

مدحت وقد نالة الوفاض :
ليس لدى اقوال اخرى .

**
الطبيب الشرعى ، يلقى بمظروف كبير ، قائلاَ :

ثبوت الخيانة ، والتحريض على القتل .

عقب المحقق بلهفة :

من القاتل ؟!

قال الطبيب الشرعى :

المحرض ، هو الزوج .

تلاَحق المحقق :

والخائن ؟!

الطبيب وبدى علية ، الأستغراب :

اثبتت التحليل ، ان القتيلة ، كانت على وضع ، ينافى ثبوت الخيانة ، والخائن هو الزوج ، واثبتت الأدلة ، بوجود بعض الأدانة الملموسة ، دليل قاطع لأقامة علاقات فى منزل الزوجية ، بها مايدل على التعامل الذى ادلى بما جناة الزوج من فاحشة ، فى غياب الزوجة

المحقق ، بلغة النصر :

انتحرت الزوجة ، لانها كانت تعرف ، ثبوت القرائن والبراهين ، على تلك الخيانه .

الطبيب يؤيد : هذا هو ناتج الحدث .

المحقق : قام باستقطابها ، حتى الجنون ، وقامت بتهديدة ، واستغل ذلك التهديد ، يلقى بالشبهة ، نحو الصديق والجار ليبعد عنه ، الشروع فى القتل ، و ينفى خيانته .

الطبيب بلغة الحزم والثقة :

القانون ، لا يعرف التلاَعب والعقول المدبرة ، العلم دائما ، فوق المكائد .

المحقق :

لم نرى يوما ، دخان بدون حرائق .

الطبيب :

وها قد حرق الشيطان نفسة .

المحقق :

وقد ادلت علية سوءتة .

الطبيب :

دائما الحب الأعمى ، والأختيار السئ ، لا يعرف ، ٱلإ النهايات المؤلمة .

المحقق ينظر لطبيب بمتعاض ، مؤيدا :
حينها لا يكفى الالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.