الصفحات

رحل وكان | قصة قصيرة ...*بقلم: الأديبة عبير صفوت

⏪⏬
تتساقط أوراق الشجر ، تتطاير فى محض الريح ، حالة من الجفاف وبقاية روح ، كان يسعدها الوجود ، من حولها البشر .

فروع يابسة وأغصان عاجفة ، تنتصب الورود ، فارغة الجمال ، والمطر ينزلق ، خلفة يتموج البشر ، وتتراقص الإضاءة ، تختفى معالم الأشياء ، خلف الجدار الزجاجى ، زفير ساخن ، من فم الأحياء .

أحبولة بالذاكرة .

نتجمع حولة ، نلقى علية التحايا للقاء الأخير .

لا تبكى يأمى :
كيف لا أبكى ، ذهب أبيك يانجوى .

ربما لم تتذكر أمى ، تلك الأيام ، شديدة القحط ، أبأ ظالم وزوجة مسكينة تئن من حصاد سواد الماضى .

أمى ، صاحبة القلب الطيب :
بلى ، كان هو كذلك ، يابنيتى ، قلبا حنون .

لكن يأمى :
اذكروا محاسن موتاكم .

مهلا يأم نجوى ، كم جنينا من هذه الحياة ، الغدر والخديعة ، والأن نسير ، ولا نرى ، ربما سنرى بعد قليل ، ولن تتناسى التفائل والأمل يوما .

كان يزرع الخير ، ويحصد الجمال ، هل تتذكرين يابنيتي .

أتذكرة بالفعل ، رجلا خان وأمتزج بالالاعيب ، للأسف هو أبى ، لكن ، اذكروا محاسن مواتكم .

نعم بنيتى ، اموات نحن ، اولاد اموات .

ذهب الربيع يأبى ، واتى الخريف ، إنها دائرة نسير بها ، ونلتقى بالمكتوب ، فوق مناكب الترحال ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .

خلف الجدار الزجاجى ، عالم يأتى ويتراقص بالأوجاع ، عالم يرحل بدون ازعاج ، كأنة لم يأتى ، كل ماهنالك ، إنهم لم يدركون ، إنهم من البدء أموات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.