الصفحات

لن اكذب | قصة قصيرة ...*عبير صفوت

⏪⏬
كاَنت ومازاَلت تلك الرائحة ، التى هى عبير الأكواَن ، ترى أين ذهبت؟!

فقط بالأمس كاَنت هنا ، حين سألت أبى عنها ، قال :
ماًتت .
لكن حقا ، هل أمى ماَتت ؟!
كيف ماَتت ؟! ومتى ؟! وقد بدى الأمر لى مريباَ ، لا أتذكر من أبى ، إلٱ بضع كلماَت : أفعل كل الأشياء ولكن لا تكذب .

أبداَ لم أكذب على أبى ، كان يقول لى :
انت فريد ، وطبعك فريد .

وحقا لم أكذب ، حين سألنى عن الأوقات التى فرغت من وجود أمى .

ولم أكذب ، حين قلت له ، عن ذالك الضيف ، الذى يأتى في غير وجودة .

ولم أتذكر يوماَ أننى قد كذبت ، فى كل مرة أرى أمى تهمس لمعلمى وتضحك .

كنت أمينا مع أبى ، وكنت أحب أمى ، وأعشق الصدق ، والبوح والوصف
وكل مرة ، كان يكافئنى ، بقطعة الشكولاتة ، شرطاَ ، أن لا أخبر أمى .

ذاَت يوماََ أتت جدتى ، وصرخت فى وجه أمى وقالت :
انتِ الأن من الموتى ، لاَ محالة ، أن زوجك رجلاَ لاَ يعوض ، وأنتِ لاَ تستحقينة .

انا لا افهم ، لماذا قالت جدتى ذلك ، ومالذى فعلتة أمى لتثور الجدة .

أنا أنتظر وأشم عبيرهاَ ، وكأنها مازالت هنا ، ترى لماذا رحلتى يأمى ، وهل حقاَ ماََتت كماَ قال أبى .

كنت أود فقط ان أبشرها بصدقى ، أن أبنها فريد هو فريد ، لانه لن يكذب أبداَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.