الصفحات

بائع الألوان | قصة قصيرة ...* بقلم . عماد بدر

⏪⏬ 
إستوقفته ونادت بائع الألوان كأنها عسكري مرور يتحكم في سير المفاجئات ، فهو يمر كل يوم من نفس المكان بثيابه الرثة وشعره
الطويل ويحمل في جيوبه الكثيرة أشياء لم تلبث أن تتساقط بسرعة ثم تتلاشيى، وطلبت منه اختيار بعض الألوان ليرسم لها صورة، فتردد وانشغل بالمارة ثم التفت إليها وقال ، مازلت صغيرة وألوانك طبيعية، لماذا تريدين أن تظلي في هذه الإشارة ؟ إنها دائما مزدحمة ، سوف تشتاقين يوما إلى الضحك و البكاء واللعب والغناء ، فردت عليه بسخرية، أريد أن أتذكر شكلي عندما أكبر، وبائع الالوان لا يمر كثيرا من هنا، إنظر لقد هرب عندما سمع كلماتك، سوف أبحث عن رسام غيرك في إشارة أخرى، وذهبت إلى الإشارة التالية فرأت بائع الألوان يحمل في يده جيتارا يقف عليه عصفورا وفي منقاره ريشة من جناحه ، وكلما ضرب بالريشة على الأوتار يصدر نغما جميلا، وتفتح إشارة ليمر بعض المشاهدين والمعجبين به ، غمرتها السعادة وتمنت أن تحتفظ بصوت النغم التي يصدره العصفور، ولكنها لا تجد الرسم، إختفى بائع الألوان مرة أخرى، فسارعت إلى الإشارة التالية لعلها تجده ، ولكنها وجدت الرسام مرة أخرى، فهرول إليها في لهفة وقال، معذرة لقد رجعت أبحث عما تساقط من جيوبي ولم أجده، لا بأس هيا لأرسم لكي الصورة، فقالت لا جدوى فقد ذهب بائع الألوان، فعليك أن تبحث عنه وتجده في إشارة مزدحمة قبل أن تتغير ملامحي ....

* عماد بدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.