الصفحات

البليلة الثقافية...*وائل مصباح عبد المحسن

⏪⏬
من منا لم يتذوق البليلة المصرية،أعتقد أن معظمنا يعشقها خاصة فى ليالى الشتاء الباردة،وتشتهر مدينة أجا بالدقهلية بصناعة البليلة
حتى اصبحت قبلة لأصحاب الذوق الرفيع،وتتكون البليلة من حبوب القمح بعد سلقها لعدة ساعات وبعد ذلك توضع فى الحليب المغلى المحلى بالسكر،ويضاف إليها بعض الفانيلا وجوز الهند وأحيانا المكسرات والسمن البلدى،ما أجمله من خليط متجانس يقدم ساخن ويصبح وجبه شهية خاصة اذا وُضعت اضافة القشطة البلدى على وجهه.

ما دخل كل هذا بالثقافة ؟ نبدأ الحكاية من البداية،فى شهر فبراير من العام الحالى 2019 اصدرت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية قرارا بتعين الشاعر أشرف ابو جُليل رئيس للادارة العامة لاقليم شرق الدلتا الثقافى،وهو بالطبع معروف لدينا بان له ستة إصدارت معظمها تمت طباعته على نفقة الهيئة العامة لقصور الثقافة والذى أُنتدب إليها من وزارة التربية والتعليم.

استبشرنا خيرا به فى الدقهلية،خاصة أن تاريخه منذ ان كان طالبا فى كلية دار العلوم يؤكد أنه نشط وطموح حتى أنه ترشح لانتخابات البرلمان ذات مرة عن حزب التجمع،وأسس عام 2001 مع بعض السياسيين بالقاهرة اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة، وكانت هي أول من دعى الجماهير للتظاهر في التحرير ،وشارك في حركة كفاية،وتم اعتقاله في عام 2003 بسبب نشاطه الذي أزعج النظام فى ذلك الوقت،ثم عاد للظهور مرة أخرى عندما عمل فى جريدة الكرامة برئاسة حمدين صباحي.

وبالفعل جاء ابو جُليل إلى مدينة المنصورة ورحب به الجميع وأنا من بينهم بالطبع،وبدأ نشاطه المعروف عنه ولكن بمبادرات غريبة ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان ،مرة"بمبادرة لقاء مع مسئول"من هو المسئول سيدى الفاضل،لم يحدد،فوجدنا مدير احدى قصور الثقافة يستضيف جاره وقريبه المرشح للبرلمان تحت هذا المسمى المطاطى،فأعلمته بذلك،وتوقعت أن يعيد الامور الى مجراها الطبيعى،ولكن لم يحدث شئ.."مباردة يا لا نعرف رموز بلدنا"اسم جميل رموز بلدنا مثلا على مبارك أو اسامة الباز ولكنى وجدت أن مدير قصر ثقافة دكرنس على سبيل المثال ينشر صور اجتماعه مع موظفيه على انها فاعليات هذه المبادرة فاشرت الى سيادة رئيس الادارة العامة لاقليم شرق الدلتا الثقافى وأخبرته بان الصورة منشورة على الموقع الرسمى للقصر،فما كان من سيادته إلا أن اشار اليهم بالاعجاب،"مبادرة قصة واقصوصه وعروسه"تمت أقامتها بإحدى الحضانات الخاصة تحت رمز وشعار الهيئة العامة لقصور الثقافة ومن قامت بها موظفه بالقصر"يا سنه سوخه يا ولاد،هكذا قلت لنفسى،وفورا شيرت لسيادته،فدخل سيادته مشكورا ليشيد بهذا على العام فى تعليق مشجع لاستثمار الثقافة المجانية فى عالم مافيا الحضانات الخاصة.

قلت لنفسى أهل مكة ادرى بشعابها،سكت وكفيت خيرى شرى،ولكنى تفاجات بندوة بعنوان"السلع الثقافية وسيلة لزيادة الدخل القومى بالتصدير للخارج"هنصدر السلع الثقافية،سلام مربع لصاحب هذه الفكرة،ولكن ما هى هذه السلع؟دخلت على محرك البحث العالمى لابحث عن هذه السلع الثقافية فلم أجدها،ما شاء الله نحن نصك مصطلحات لا يعرفها جوجل،وكمان هنزود بها الدخل القومى ونصدرها للصين.

أنت فين يا محمد يا هنيدى،لازم تعمل جزء تانى من فيلم سور الصين العظيم تُظهر فيه أبناء الدقهلية العظام أحفاد من قهروا لويس التاسع وهم يعيدوا بناء الإقتصاد المصرى بتصدرهم للشعر والقصة والرواية ويمكن المسرحية المدرسية التى ذهقنا بها أبو جُليل ولا هدف مجدى عبد الغنى فى مرمى هولندا بكاس العالم عام 1990.

واخيرا وليس اخر،عقد بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم لعمل ما يسمى بالدورى الثقافى،ما أروعه من أسم ولكن ما هى اليات التفعيل،وهل هناك مشرفين ثقافين فى مدارسنا الحكومية والتى يتخطى عدد الفصل الواحد فيها سبعون تلميذ،انها بالفعل صورة جميلة تزين الفيس بوك للسيد اشرف ابو جُليل والمهندس على عبد الرؤؤف وكيل وزراة التربية والتعليم بالدقهلية،الله يرحمك يا احمد يا زكى فقد سبقت الجميع بما يحدث على صفحات التواصل الاجتماعى بفيلمك"أضحك الصورة تطلع حلو"،حتى الميدان الذى يحمل أسم كوكب الشرق تحول الى ميدان الشركة التى طورت وجددت قاعدة تمثال أم كلثوم بعد أن أحاطت جوانبه بلوحات ضخمة تحمل أسمها،أين حديثك الهامس مع محافظ الدقهلية عن تطوير الثقافة سيادة رئيس قطاع شرق الدلتا الثقافى؟هل اقتصر الحديث عن اختيار أشخاص تدين فقط بالولاء لكم بعيدا عن الخبرات ضاربا عرض الحائط باللوائح كعادة كل من يجلس على كرسى حكومى فى هذه الايام؟

لم أعد بصراحة أنتظر إلا عرض فيلم"فيلم ثقافى"وتبقى كملت كأحد الافتكاسات الثقافية ولن يعترض أحد من الاخوة المطبلاتية،لذا كان لنا السبق فى ابتكار البليلة الثقافية وقد نسجلها فى موسوعة الأرقام العالمية،وللحديث بقية إذا كان فى العمر بقية.

*وائل مصباح عبد المحسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
⏪البليلة الثقافية: مصطلح صُك بالدقهلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.