الصفحات

سؤال حول الثقافة العربية الراهنة ... *بقلم : شاكر فريد حسن

⏪⏬
الثقافة العربية هي مجموعة ثقافية تتحرك في دائرة ايديولوجيات مختلفة. فللطبقات الاجتماعية ثقافاتها وايديولوجياتها، وكذلك
للأنظمة ثقافاتها وايديولوجياتها، وللتنظيمات والتيارات السياسية – الفكرية ثقافاتها وايديولوجياتها أيضًا، وكل ثقافة من هذه الثقافات لها نزعاتها المادية الفكرية.

وفي غياب المناخ الديمقراطي فإن انشغال وهموم الثقافة تنحصر كلها لذاتها، للدفاع عن نفسها ووجودها وانجازاتها وحماية هامشها الضيق من الحرية، همها بالأساس صيانة شرعية وجودها المهدد من السلطة والمؤسسة الحاكمة من جهة، والاصولية من جهة أخرى.

ومشكلة الثقافة العربية أنها لم تتمكن من صياغة ايديولوجيا ثقافية. والمؤسف والمحزن أن ثقافتنا الحديثة المعاصرة هي بلا مشروع، وبالتالي بلا خطاب ايديولوجي، أنها في احسن الحالات ثقافة منفى.

إننا نتحدث ونتكلم كثيرًا عن العولمة والغزو الثقافي والحداثة والمعاصرة وما بعدها، وعن الهوية السلفية والفكر النهضوي والمنفى والرؤية المستقبلية، ولكن جميعها بلا نظرية ولا موقف ولا بنود في مشروع قومي نهوضي كبير، ما يدل على بؤس الحالة العربية التي تشكل خلفية الثقافة، في زمن الخيبات والانتكاسات والهزائم السياسية والفكرية.

ولذلك كم نحن بأمس الحاجة الى مشروع ثقافي حضاري لمواجهة تحديات العصر والثقافة الاستهلاكية المتعولمة التي غزت حياتنا، قادر على الرد والإجابة عن كل الاسئلة المطروحة والمسائل الشائكة والدفاع عن القضايا المصيرية التي تواجه شعوبنا وامتنا العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.