الصفحات

بيت العنكبوت ...*متولي محمد متولي

⏪⏬
كفى صمتـا !
فقد أودى بنا الصمت ُ

كفى موتـا !
فلم يشفع لنا موت ُ
لقد صدئت حناجرُنا
وأصبحنا كأهلِ الكهف
أغرابا عن ِ الدنيا
وها نحن نباع اليوم في الأسواق
للنُخاس
وها نحن نموت كما يموت
الطير ُ في الأقفاص ِ
سكتنا حتى ظن الناس ُ
.. .. أن سكوتنا خرسٌ
ولولا هذه الأحجار باقية
عليها النقش و النحتُ
لما ارتفعت لنا رأس
ولا بَقِى لنا صوت ٌ
كفى صمتا ً.. كفى خرَسا ً
فلن تبقى لنا أرض ٌ
ولا أهل ٌ
ولا بيت ٌ !
ونحن ُ نعيش ُ كحروف ٍ مقطّعَة ٍ
يفرّق بيننا فعل ٌ
ويجمع ُ بيننا نعت ُ
لن يبقى سوى أشلاء من وطن ٍ
يذكرنا بهِ رَسْم ٌ
وتحفظه لنا صور ُ
بفُرْقتنا نمزّقه
وبالأهواء , والأطماع نحرقه
فكم " نيرون " يخدعنا ؟
يقدّمنا قرابينا ً لكرسي ٍّ
و نحن وراءه نسعى
ولا نبصر سوى المَرْعَى
ولا ندري بأن نهاية الدرب
هي القطران و الزفت ُ
ألسنا كلّنا عرب ٌ ؟
يلملم ُ شملنا وطن ٌ .... وتاريخ ٌ
وتجمع ُ بيننا .... لغة ٌ
لم َ الكرْه ُ ؟!
لم َ البغض ُ ؟!
لم َ الحقد ُ ؟!
لم َ المَقت ُ ؟!
لمَ يا أيها العرب ُ ؟!
إذا الأموال ُ جاءتكم كحيتان ٍ مشرّعة ٍ
تقاتلتم كأعداء ٍ ولم يمنعكم السبت ُ !
ولا الأقصى ولا البيت ُ
فوجه الأرض مصبوغ ٌ كيوم النحر
من دمكم !
وبطن ُ الجُب ّ ممتلئ ٌ لآخره ِ
بإخوتكم
كأن ّ قلوبكم أحجار
لا يجري بها ماء ٌ
ولا يخرج لها نبت ٌ
فتلك حياتكم باتت
تخيّم ُ فوقها النيران والبارود
والألغام ُ والزيت ُ
تعالوا نأخذ العهد
فإن أسعفكم الأمل ُ
فلن يسعفكم الوقتُ
عروبتكم تناديكم
فمدّوا الآن أيديكم
لنخرج من شرانقنا
ونصرخ َ في وجوه ِ الناس ِ قاطبة ً
فقد ولّى زمان ُالخوف ِ
و الصمت ُ
وجاءت لحظة الميلاد
أنا العربي ُ قد عُدت ُ
وإن أحرقتم الأرجاء من حولي
لكي أبقى حبيس الأمس ِ والماضي
فلن أبقى حبيسهما
وسوف أخوض في النيران
فكم في النار قد خضت

*متولي محمد متولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.