الصفحات

من يفتح الباب ؟! ...* شعر : مصطفى الحاج حسين

⏪⏬
أكشطُ عن عينيّ الضّباب الدّبق
شمس الصّباح غاربة

في الفجرِ لم بجرؤ الدّيكُ
أن يحيّ الضّوء
والطّيور الغافية بأعشاشها
خشيت التّغريد والتّحليق
مغلقة كلّ الأبواب
النّوافذ موصدة
وورود الشّرفات لم تشرب اليوم
تصطكُّ المدينة
ترتعدُ الطّرقات
والحدائق منتحبة
لا تبكِ أيّها الطّفل

خذ نهديّ أمكَ رغيفاً
خبئوا المحافظ ياأخوتي
المدارس غدت معتقلات
وأنتَ أيّها الأبُ البائس
ممنوعٌ من العملِ
اختبئوا في الرّكنِ

جهزوا بطاقاتكم الشّخصية
ودفتر العائلة
وكونوا شجعاناً أثناء التّحقيق
قد يفتّشون سروالكِ ياأمّي
وأنتِ ياشقيقتي عليكِ أن
تقبّحي شكلكِ
أخاف أن تروقي لأحدهم
نفايات الأمس
وكسر الخبز المجفّف
بلّوها بالماء ..
وسدّوا شدق الجّوع

كتبي التي أخفيتها
ايّاكم أن تنظروا نحوها
لا ترتعدوا ...
هذا الرّصاص المنهمر
لم يئزّ في صدورنا بعد

اصمتوا ..
ها هو الباب يدقّ
يركلُ ..
تطرقهُ أعقاب البنادق
ماذا انتابنا ..؟؟!!
من يفتح الباب ياأبي ؟؟!!
من يجرؤ ياأمّي ..؟؟!!
من ؟!.. من ..؟! ..من ؟!.

*مصطفى الحاج حسين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.