الصفحات

أمنية ...*مريم زامل

⏪⏬
وجدتُني هنا أجلسُ منذ بزوغ الفجرِ ،أحتضنكِ عصفورتي!! بين أصابع كفّيَّ أناجيكِ.أمسكُ بكِ فأتأمّلُكِ ..أرى جسدَكِ الغضَّ ورأسَكِ
الصغيرَ ذا المنقارِ الدقيق وجناحَيكِ متناسقَي الألوانِ ،أمرّرُ أناملي على ملمسِ زغبِهما الناعم.
أهمسُ لكِ في نفسي:- "أليس موطنُكِ الفضاءَ الفسيح بين الأتراب ؟!"
-"ألا يراودُكِ حلمُ التحليق كما الرفاق في السرب؟!".
مثلكِ أنا..أراني أمشي على الطرقات..طفلةً تطاردُ الفراشَ،وتقطفُ الأزاهير..تتأمّلُ ظلَّها..وتراقبه وهو يلاحقُها..
وحين أشعر بالتعب وتثقلُ رجلايَ أجلسُ بظلِّ بعض الأشجار..هناك على ذلك الجذع الهرم لشجرةٍ أعلنتْ استقالتَها من تنفّسِ أشعّةِ الشمس،ومن ارتيادِ مياهِ النبعِ..كما اعتادتْ أن تفعلَ منذ أجيال.
أتفقّدُ ظلّي الذي استمرَّ بملاحقتي،فأعمدُ إلى تَقدُّمِه منتشيةً بإنجازي..أتفقّدُه مجدَّداً ؛فيفاجئُني اختفاؤه ..دون أن أدري أين ومتى استطاعَ أن يغافلَني ويرحل.
عصفورتي!!
أحسُّ بكِ تنهضين وتتململين..فيدايَ ربّما أجهدَتا جسدَكِ الصغير بلا انتباه.وربّما دفعكِ الإحساسُ بالجوع لتتقصّي ما تسدّين به رمقَكِ.جاءكِ رزقُكِ حين مرَّتْ بالقربِ منكِ نملةٌ ووراءها عدّة نملاتٍ أخرياتٍ يعبرْنَ شقوقَ الجذع الهرم للشجرة ،بمنقاركِ التقطْتِ عدداً منها ببراعة لم أعرف أنّكِ كنتِ تتّصفين بها،فأعجبتِني حقّاً..
هنا رأيتُ..فيما رأيتُ..أنّكِ على الأغلب تتحيّنين الفرصةَ المواتية لكِ،فتبسطين جناحَيكِ الزاهيَي الريش؛ثمّ ببعضِ حركاتٍ بديعةٍ منكِ..تشرَعين بما كان يشغلُ تفكيري ..ألا وهو التحليق في أفق الفضاء.

*مريم زامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.