الصفحات

القصيدةُ وأنا.. توأمان ...*ريتا الحكيم

⏪⏬
القصيدةُ التي نشرتُها على نافذةِ الحياةِ نقرتْ قمحَ
حروفِها عصافيرُ الدُّوري،

عصافيرُ الدُّوري تلك أصيبَت بالتُّخمةِ
والقصيدةُ تعاني الآن من مرضِ السيلياك
تقتاتُ مجازاتُها خضارَ القلبِ اليانعةَ
وفواكهَ الرُّوحِ النَّاضجةَ
تزدادُ استعاراتُها هزالًا شطرًا بعد شطرٍ.
وفي نهايةِ كلِّ موسمٍ شِعريٍّ تُخفي تجاعيدَ التَّشابيهِ
بكريم الأساس، والبودرة
وتضعُ (الروج) على شفاهِ الحروفِ المُتشقِّقةِ
وبكل ثقةٍ تلتقطُ لها (سيلفي)
*
القصيدةُ تلك.. وأنا، نتمشَّى في ردهاتِ التِّكرارِ
تشكو من جوعٍ عتيقٍ.. وأنا أيضًا
تتأفَّفُ من جنونِ شاعرٍ يراها غيرَ جديرةٍ بأن تتَّخذَ
من أوراقه مسكنًا.. وأنا أيضًا.
في مطلعِ كل متنٍ نتشاركُه، تمتطي كتفيَّ وتبدأ بالصراخ..
وأنا بشغفٍ أجاريها، ونتبادلُ الأدوارَ..
نهتفُ سويًّا للضَّوءِ..
وللشَّمسِ..
نُنشدُ معًا للقمحِ
ونشمُّ حرائقَ حقولهِ القابعةِ في ذاكرةِ الجُّوعِ
*
لا يهمُّ ماذا سيحدثُ لنا الآن
أو غدًا.. أو بعد عامٍ
يبقى العمر الآتي من وجهةِ نظرِ الموتِ.. تهمةً
والموتُ البهيُّ يتأرجحُ بين شكٍّ ويقينٍ
أما أنا.. وبكلِّ بساطةٍ أرشقُ العالمَ بالضَّحكاتِ
وحين يجنُّ الليل أبلِّلُ سريري
كطفلةٍ عجوزٍ أنجبتْ حزنَها الوحيدَ في سنِّ اليأسِِ
وما زالت تتوقُ لاحتضانِ أبنائهِ.

*ريتا الحكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.