الصفحات

سماءُ الحُبْ…* الشاعرة: عائشة كمون

⏫⏬
اَ أدرِكُ من أيْنَ جنينُ هذهِ البذرةَ؟
و لا أدرِكُ من أين جاءتْ؟

هُنا تجَاعيدُ وجهِ الوطنِ
تَحكي قصَّةَ الضائعونَ في كلِّ الفُصولِ
تَعَلَّقَتْ في قَلبِ الغُيومِ
و نوافذٌ بينَ السُّجونِ
ليتَني كنتُ تَغريدَةَ طَيرٍ لم تَكْسِرْها السُّطور
أو نورٌ يَفيقُ الفَجْرُ في ثَناياه
بعدَ أن نامَ فيهِ الجوعُ واسترخى عليه الذُبابُ
أيُّها الليمونُ تحتَ حائطٍ أصمّ
أُريدُ خَرائطَ يدي
أرسمُ عليها بـالماءِ و الدماءِ
صورةً لم يكسرها الزُجاج
ولم تمزقها ريحٌ غربية
أُريدُ صورةً بثوبِ جدتي المزركش
ليتنِي غيمةً عانقتْ السَحاب
بشُعاعِ الشَّمسِ المَسنونْ
ببروقِ الأرضِ المكنونْ
أوقد نجماً لا يزولْ
تسائلتُ أينَ الأفق؟!
الأفق يلسعهُ الطِّين
حملتُ الغيومَ من أفواهِ الدفء
والمسافةُ بيني وبينها نفيٌ وقُبَلْ
وبيني وبين النفيِ طحالبٌ وماء
تساءلتُ عن المواقدِ والشوكِ
أيُّ حُمَّى هذه ؟!
أيُّ ألْسِنةٍ تُعانقُ حَدائِقي؟!
يا عُشَاقَ تُراب الأرضِ
سألاحِق شواطئَ القَصِيدة
سأوقد جَمرةَ القلبِ
سأزرَعُها لتوقِظ خليَّةَ النحلِ
هل لكم منبر للألم و للغنمِ ؟
يا جدوةً في اللَّيلِ لمْ تَنمْ
ه بالفُسَيفساءِ

فهذه ولائِمُ النملِ
أزهقها العَفْنُ
وهذه الدماءُ تَتنفَسُ
تتوشحُ بالريحِ والشمس
أسحبُ مِئزَري فوقَ مَغْنى الشِمَمِ
كأن ما يُوجِعُ حُبوبَ حُنجرتنا
شتاءٌ يحملُ صدى القِيامة
مبلّلَةً بالحنينِ والأنينِ
أتهجأُ فوضى الضجيجِ
أدخلُ بالنحوِ والصرفِ
حيَ على النهارِ
فمتى تبرأُ الطحالبُ
والبحرُ يَزْبَدْ
يأتِ عَلَيْهِ الليلُ مُشَرَّدْ
أقفزُ خلفَ النوارسِ
أضيئُ الشموعَ
أعطرُ ظلَ ينبوعِ الكلام
بِلُغَةِ الشمسِ والأنام
القصيدةُ عشبٌ يأكلُ رأسها الظمأ!
يرتَشِفُني السؤالُ
ويستغيثُ الجوابُ
فلا أدركُ … في هذا السرابْ
متى رتاحُ غضبي هذه الركبْ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.