الصفحات

نــزاهـــة ...*صلاح أحمد

⏫⏬
لا حـديـث داخـل أســوار السّجــن وخارجه ،الاَّ عـن هذا الــزائــر الـذي

لن تطــول اقــامته وراء الأسوار محروما من طعم الحرية اكثر من ليلة واحدة.
ليلــة لم يعرف السجن و ساكنيــه أطــول منها.....
لـيـلة ليســت كبــاقي الليــالي........
ليـلة شعــر فيها مديـر السجـن و الحراس أن لا صبـــاح بعــدها.!!....
كيف لا و هذا السجين الـزَّائــر الــزائر السجـيــن الذي سعـد السجــن باستضافـته ليلــة واحـــدة.، والـــد القاضي و ليس غــــيره..
نعم لا غـــيره.......والــد القـــاضي.!!..........
طــبعا هــو.....هـــو لا غـيــره....والــــد القـــاضي!!....
مديــر السجن يعــرفــه.......عـــز المعــرفة يعــرفــه....
لا أحـــد في هـذه المدينــة يخظـئـــه، والـــد القــــاضي .
نــزيــل السجــن في هــذه الليلـــة المباركة!! والـد القــاضي .
أقــســم لــك بـماذا لــتصـــدق أن الـنـَّــزيــل والـــد القــاضــي .
إســـــأل مــديــر السجــــن. إســـــأل الحــــراس..............
إســـــأل جـُــدران السجـــن و أبــوابــه....إســـأل نـــازلـيـه يــا رجــل....
أخــطــأ الـــرّجــل و في لحظــة غــضب وتهـــور، تهجـــم على جــاره
أخــذتــه العــزة بالاثـــم ، فــفــج رأس الجـــار المسكـيـــن .
مـــا أن عـلم مديـــر السجـــن بحقــيقـــة الوافـــد الجديــد ، وأن الـــذي أمـر بـذلك القـــاضي شخصيا لاغـــيره.!!حتى ركـــض مسـرعـــا ....
يــــوزع أوامــره على رجــالــه...
بسرعـة البـرق احتلـت الاريكــة البنيــة الفـاخرة جـانبـا من مكتب المديــر....
بطنـيـة جـديــدة ..لحـافـا ....وســـادة فــاخــرة.....سجـادة للصلاة .
استـلقى الزائـر الغيـر عـادي ، السجـيـن الغـيـر عــادي على الأريكــة....
محملقــا في شاشـة التلفــزيون التي احضرت خصيصا تـــارة ...و مدردشــا مع مـديـر السجــن تــارة أخــرى.
طـلـب مـــاءا........سجــادة الصـــلاة ...
-- اطفــىء الــنـــور ....قــالها الضَّـيـف...لمضـيفـــــه......
-- تصبح على خـيـــر.....الهاتـف على المكتـب أردف المديــر....
غـــادر المبجـل المكـــان مع خيــوط الصبـــاح الأولـــى........
مـن يومهـا ..لا حـديـث الا عـن هـذا العمر الـذي من فـرط عـدلـه و نزاهـته
و وقــوفـه ضـد الـظـلـم
رمى بوالـده في غـياهـب السجــن !! احـقــاقـا لحـق جــاره مفـجوج الـرأس.
ليلــة كاملة في غــياهـب السجـن وراء القضبـــان....يا رجل.
أصبـح صاحبنـا هـذا العمـر، و في كـل مجـلـس يحضره يـذكـــر الـقـــوم
بـــأنـهي و ما ادراك ما أبــــي ......والـــدي و ما ادراك ما والـــدي....
لـــــــن أكمــــــل .......
لــم و لـــن تمــر مناسبـــة الا و ذكـــر القــوم بالحـــــادثـة الفـــريــدة....
يــا لــه مـن نــزيـــه.....يــــا لـه من عـــادل !!.
قــــلَّ أمثــالـه في هــذا الــزَّمــان ... عــمــر .. عـمــــر زمــانــه ..
عـمـــر زمــانـــه يا رجــل..... طــوبى لهـــذا العــمــــر........

*صلاح أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.