الصفحات

الايمـــــان... قصة قصيرة: نبيل عودة

⏫⏬
– كانت امرأة ورعة متدينة تخرج كل صباح لبلكونة بيتها، تنظر إلى السماء وتصرخ بأعلى صوتها وهي تفرد ذراعيها على أوسع ما
تستطيع : “مجدوا الله”، لكن جارها كافر ابن كافر، كان يغضب من صرختها الصباحية التي تحرمه من ساعة نوم أخرى فيطل من شباك بيته ويصرخ نحوها: “لا يوجد الله”.
هكذا عاشا سنوات. لا حديث بينهما، حتى ولا سلام . هي تصرخ كل فجر: “مجدوا الله” وهو يصرخ بعدها غاضبا: “لا يوجد الله”.
حدث أن واجهت المرأة وضعا ماليا صعبا جدا، لدرجة أنها عانت من الجوع، رغم ذلك لم تتوقف عن الصياح فجرا: “مجدوا الله”: وفورا يجيئها رد جارها: “لا يوجد الله” لكن الجوع أرهقها فضعف صوتها، وقفت ذليلة في فجر أحد الأيام تنظر إلى السماء وتقول: “منذ يومين لم يدخل الطعام فمي، يا الهي ابعث لي ما ينقذني من جوعي … ليتمجد اسمك .. مجدوا الله”.
انتظرت أن يرد جارها كعادته، لكنه لم يرد. استبشرت خيرا أن الله أخرسه كما كانت تطلب في صلواتها من الرب وأيقنت أن الرب لن يتخلى عنها وسيبعث لها ما ينقذها من جوعها.
عندما فتحت باب بيتها بعد ساعة أو أكثر لتذهب إلى السوق علها تجد بعض ما يصلح للأكل في عربات القمامة، فوجئت بأكياس الطعام من خضار وفواكه ولحوم ودجاج وأسماك أمام باب بيتها، فصرخت بسعادة: “مجدوا الله”، وإذ بجارها يفتح باب بيته ويصيح بها: “أنا من اشتريت لك الطعام، لا يوجد الله”.
نظرت اليه السيدة مبتسمة وصرخت: “مجدوا الله، مجدوه كثيرا … لأنه زودني بالطعام ، وجعل الشيطان الكافر يدفع ثمنه”.

nabiloudeh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.