الصفحات

شّهِيقُ الخراب ...*شعر : مصطفى الحاج حسين

⏫⏬
أمسكُ بِبَصَري
وأنا أسقُطُ من علياءِ دمعتي

الذَّاهلةِ
عن إشراقةِ صمتي
ويتهاوى فوقي سَدِيمُ الهَواجِسِ
تنهارُ ذاكرتي
بما تحملُ من جثَثِ الولاداتِ
التَّائقةِ لضُحكَةِ الشَّغَفِ
الطَّالعِ من خلجاتِ النَّد
أرتطِمُ بصدى الظُّلمةِ
ويتفجَّرُ نزيفُ السُّؤالِ
علامَ الأرضُ تركبُ أمواجَ
حَيرَتِي ؟!
عَلامَ السَّماءُ تجثو على آهتي ؟!
وعَلامَ الضَّوءُ يتيبَّسُ على أغصانِ
حروفي ؟!

إنِّي أبتعِدُ عَنِّي
أغادِرُ فضاءَ صَوتي
تجتازني المدنُ المتهدِّمَةُ
يبتلِعُنِي ركامُ المدى
وخُطُواتي ظلَّتْ بلا دُرُوبٍ
تَمُوءُ أمامَ الجِهاتِ
والجِهَات ُ أسدَلَتْ صحاريها
تمشي من فوقي الزَّواحفُ
ألتقطُ سحابةً ضلَّتْ عنِ السَّمـاءِ
أريدُ قطرةً من شُعـاعٍ
إن كُنتِ تذكُرِينَ أشرعتي
يبكي السَّرابُ
يَنُوحُ التُّرابُ
يَشْهَقُ الخَرَابُ
وَيَصرُخُ الضَّبَابُ

قَدْ كُنتُ في غيرِ هذا الزَّمنِ
الآنَ ما عادَ للشمسِ غيرُ ظلمَتِهَا
وما عادَ للبحرِ سوى جَفَافِهِ
الأزرقُ صَارَ دَماً
الأبيضُ ارتدى عمامةً سوداءَ
والأحمرُ لوَّنَ كُلَّ الخرائطِ
أَهزُّ جِذعَ قصيدتي
تَسَّاقَطُ عليَّ المقابِرُ
وتهرُبُ منِّي أصابعي
خلفَ احتراقِهَا
فأصرخُ ملءَ عروبتي
يا أمَّتِي !!! .. قَدْ حانَ أنْ تُورقي
فيهاجمني التَّاريخُ
ويَطرُدُنِي الأجدَادُ
فأرتمي بقُشُوري

*مصطفى الحاج حسين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.