الصفحات

الحـــــواتـــم ... *صلاح احمد

⏫⏬
لـــم يكـــن يومـــا عــاديـــا .
لـــم تكــــن ليلــــة عاديــــة .
الإستعـــدادات للمنـــاسبـة السعـيـــدة ، منـــذ أيـــام كــــانت .

كيـــف لا ، و هي لـيلة خيـــر من ألـــف شهــــر ، ليلـــة تنــزل فيهــا الملائـكة .
ليلـــــة ســــلام هي، حتــــى مطلـــع الفـجــــر . ليلــــة للتّـــواد و التّــــراحم في أبهــى صـــوره . ليلـــة يتذكـــر فيها النّــاس بعضهــــم ، فـقــــرائهــم ، يمدونهــم بما يـدخــل البهجـــة عليهـــم .وإن كــانــت بهــجــة لليـــلة واحــدة .
لـــــم يكـــن بيتــــنا ليشـــذ عن القــــاعــدة ، و لـــم تكــن والدتــــي لتنســـــى واجـــب المناسبــــة ، لتنســــى جيـــرانهـــا و أقــربائهــــا .
أعــدت والدتـي ما أستطـاعـت ، و أمرتنـي الإنطـــلاق الى كــوخ العم عـــزوز
ســـــرني هـــذا . ســــرني أنهـــا تـــذكــــرت المسكــيـــن .
عــمي عــزوز الـذي يعيــش بيننا في كـوخ الصفــيــح ذاك . وحيـــدا منــذ عـرفــتــه . الـــرجل و إن كـــانت مظــاهر الجنون ليست بــادية عليه ، فعـقـلــه ليس على ما يــرام ، كما يقـول من يعرفـه عـن قـرب .
مــا أن دنـــوت من كــوخ العــم عــزوز ، محمـــلا بما لــذ و طـــاب . حــتى هــالني الذي رأيـت ، تسمـــرت قــدمـــاي ، لم أتـقــــدم خطــــوة .
حشـــد من شبـــاب القـــــريـة محمــــلا بعطـــايـــاه ، لعـمــي عـــزوز . سيــــارة تعود أدراجهــا ، تـــــاركـــة متســعـا من المكـــــان ، للحــــواتـــــم الوافديـــن !!.
الــــرّجـــل النـــصـف عـــاقـل ، يحـــدث نفســــه ، بصـــوت عـــال ، يـــلعــن قـــدره .و هــو يقـــذف بـــأصنــاف الأطعمــــــة ، و التي جــــاد بهــا القـــوم.. أصــنــافــا عــديـــدة عــلى ما يبــــدو .تســد رمــق قـبيـلة بــأســرهــا ربمــا !. دســـــمــة دون شــــك . ،
مضحكــا !، مــؤلمــا ! منظــر عـمــي عــزوز و هــو يقـــذف بصحــون الأطعمــة الـــى الكــــلاب الـــتي ســـاقـتهـــا أنــــوفهـــا الى المكـــان .
الى الوليــــــمة ، و الــتي لـــــــن تتكـــــــرر .
مــــواء القــــطط ، لم ينقـطـــــع ، يمـــلأ المكــــان ، تنـتــــــظر دورهــــــا .
عـــدت أدراجــي ، بالـــذي حملــته ، فــــي يــــدي . كغـيــري من الحـــواتــم . و انـــــا نصـــف مجنــــون ، تــــاركــــا ورائـــــي الـــرّجــــل النـــصـف عـــــاقــل ، في حــــالــــة هـسـتـــيريـــــة ، و هــــو يقـــذف بمــا جــــاد بـــه الحــــــواتــــم فــــــي الهــــــــواء .
هـنيئــا مــريــئـا لكـــلاب قــريتــي الضـالــة ، و قططهــا المتلصصــة ..
كـــانــت ليـــلـــة ..

*صلاح احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.