الصفحات

خديجة ابو عرقوب ...أيقونة فلسطينية خالدة

يكتب الزمن حكايات العظماء فتكتب خديجة ابو عرقوب حكاية الزمن الفلسطيني العظيم
ليست مناضلة فحسب ، هي سفر كفاح كامل ،

ليست انسانة فحسب ، درة التاج على جبين الانسانية
ليست فلسطينية فحسب ، أيقونة فلسطينية خالدة
انها خديجة ابو عرقوب

كتب الصحفي :عوني المشني
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏قبعة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏
قالو البداية كانت ١٩٦٥ فكانت قبل البدايات ، قالو الهزيمة عام ١٩٦٧ فجرت الغضب فكانت قبل الهزيمة ثورة غضب ، كانت ثورة قبل الثورة ، وبقيت ثورة بعد الثورة ، يتغير الزمن ولا تتغير ، يشيخ الرجال وخديجة لا تكبر ، انها بعمر الأمل لا اكثر وبعمر النصر لا اكثر وبعمر الشعب لا اكثر ، حملت السلاح مبكرا ، دخلت المعتقلات الاسرائيلية مبكرا ، خضعت للإقامة الجبرية مبكرا ، ولكنها لم تتقاعد مبكرا، كانت " امرأة وردة " ، صار الورد خديجة ، كانت بحجم الوطن ، صار الوطن بحجمها ، خديجة لا وقت لديها لتيأس ، ولا وقت لديها لتموت ،
الم تتعبي يا خديجة ؟!!!
ضحكت ببساطة وقالت ربما أنتم تعبتم مني
خديجة حكاية ليس لها نهاية
دائما لديها ما تفعله
ماذا تفعلي الان ؟!!
الف في الشوارع التقط الأولاد المتسربين من الدراسة واعيدهم للدراسة ، بفخر يبدو في عينيها قالت : من الأولاد الذين أعدتهم للمدرسة هناك واحد تخرج من الجامعة وآخر ما زال يدرس جامعة ،
كفى ، كفى يا خديجة ، لا تتكلمي ، كفى
كفى كم كشفت عجزنا وضعفنا ويأسا وبؤسنا
كفى فقد أسقطت كل أوراق التوت عن عوراتنا
كفى لقد فضحت كَذَبنا ونفاقنا
خديجة : لمن الأوسمة تعطى اذا لم تعطى لخديجة لمن الوطن يغني اذا لم يغني خديجة
لمن الورود يتفتح اذا لم يتفتح لخديجة
نسيت ان أقول : هناك من لا يعرفك ؟!!
قالت : وهناك من تنكر لمعرفتي .
قلت : من لا يعرف الوفاء لا يعرفك ، ومن لا يعرف الإيثار لا يعرفك ، ومن لا يعرف الانتماء لا يعرفك ، من لا يعرف الحنون والنرجس وشقائق النعمان لا يعرفك . من لا يعرف ابو شنار لا يعرفك ،
ضحكت بخجل وقالت الله يوفقهم ويحميهم
خديجة تذهب الى الادارة والتنظيم عسى ان ينصفوها ، يطلبون منها أوراق وإثباتات ، كيف لخديجة ان تثبت ؟!!! كيف لنهر ان يثبت مجراه ، كيف لزيتونة ان تثبت زيتها ، كيف لوردة ان نثبت أريجها ، لكيف لمخلوق ان يثبت خالقه ، كيف لرصاصةان تثبت بندقيتها ، كيف لام ان تثبت وليدها !!!!!!!
خديجة راتبها ألفين شيكل ما يعادل 500 دولار !!!! يكفي ذلك !!! أكان الفيلسوف اليوناني العظيم ديوجين الذي قال ان الفضيلة هي غاية وسر السعادة ، أكان يتكلم عن خديجة ؟؟؟ ربما كان قبل الالاف السنين يذكر بحسه الفلسفي ان في مستقبل الزمان ستكون هناك خديجة ، ربما انه بمصباحه الذي كان يضيئه طيلة النهار بحثا عن الانسان الكامل لم يجد هذا الانسان الكامل اثناء حياته ولكنه بالتأكيد وبعد موته وجد خديجة ابو عرقوب هذا الانسان الكامل .
لي يا رب ثلاث امنيات
ان يعطى لنا بقدر ما نعطي ، وان تكون قامة الناس بقدر عطائهم ،
*
(ان كان لا بد لها من الجلوس في السجن فمن الأفضل أن يكون ذلك في النرويج ...سيليفيا رفائيل - الصحافة الإسرائيلية نقلا عن القاضي العسكري ، ) هذا ما ذكرته المحامية الإسرائيلية فليتسيا لانغر في كتابها
" بأم عيني " التي كانت تدافع عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وشاهدت بعينها وسمعت معناتهم منذ بداية ستينات القرن الماضي

(كتبت المحامية " فليتسيا لانغر " )
"خديجة "
إنها مثيرة بصورة مدهشة ...رغم ثوبها الريفي والمنديل الذي يلف رأسها أكد القاضي الإسرائيلي أنها أثرت عليه عندما مثلت أمامه للمحاكمة وكانت تستطيع أن تؤثر عليه أكثر لو أطلعته على آثار أظافر جلاديها على عنقها أو سمع همسها " هم يضربوني نتفوا شعري واقتلعوا أظافري وتركوني خارجا حيث البرد القارس والثلج يتساقط وأقدامي حافية وداسوا ببساطيرهم أقدامي . اتهموني بأنني أعرف الكثير . .أنا لا أعرف شيء جوني وجيمس لا يصدقاني ،،،
كانون ثان 1974 أعيدت إلى السجن لم يسمح لوالتها الاقتراب أو احتضانها قبل وبعد المحاكمة .. لازلت لم تبلغ العشرين عاما .. اعيدوها للسجن انها أرملة ريفية شابة جميلة وسخة الثياب لم يسمح لها بالاستحمام أو تبديل ملابسها طيلة شهر كامل . . تدرس في البيت استعداد" للبجروت " الثانوية العامة ( القاضي الاسرائيلي ) أعيدوها للسجن ..
قهرت محققيها وجلاديها واستنفذت قواهم .واعترف أحد المحققين الصهاينة لها قائلا :لو أن دولة اسرائيل بها عشرة من أمثالك لاكتسحنا العالم ... لك التحية خديجة

كتبت :مريم حوامدة 

ينتابك الفرح والحزن معا عندما تدخل بيتها .. ... وجهها مبتسما ملامح الجمال باقية رغم بلوغها الثالثة والسبعين من العمر ..
كتب هنا وهناك وصور وجرائد وجهاز تلفاز أصداره قبل ثلاثين عاما .. تضع ملابسها في صندوق كرتون .. أقلامها مبعثرة في جوانب البيت ...يقابلك وانت جالس في الردهة مطبخ صغير أنيق لا يوجد به ما يدل على الحياة سوى زحاجة ماء وحبات خضار قليلة ... انها سعيدة جدا .. مخصصها التقاعدي لا يتحاوز خمسمئة دولار نصفهم أجرة بيت .. لم تحصل خديجة على أي رتبة أو ترقية طيلة سنوات نضالها وعملها التي قاربت من الستين عام . . تعمل رغم تعبها وكبر سنها في توثيق موسوعة السجناء الفلسطينين بالتعاون مع جامعة القدس .
المناضلة والكاتبة الصحفية والأديبة الشاعرة والأم والمربية التي اجتازت امتحان الثانوية العامة وهي في سن ال 73 عاما .

*وكالة معا الإخبارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.