تعود علاقتي وصداقتي مع الشاعر الكرملي ملحم خطيب ، الى أواخر السبعينات ، حين كان ينشر قصائده وأشعاره في صحيفة " الأنباء " المحتجبة ، ومجلة " الشرق " المحتجبة أيضًا ، ثم في صحافة الحزب الشيوعي .
وكنا تبادلنا الرسائل فترة من الزمن ، وما زلت احتفظ بها بين أوراقي المطوية ، وكان أهداني دواوينه " وجهك والمزامير " و " خلف النقاب الأبيض " ، و " قصائد تلاحق الضباب " .
ولملحم ديوان آخر بعنوان " فتاة الزيزفون " كان قد صدر له في لبنان .
وكنت تناولت تجربته الشعرية من خلال مقالة نقدية نشرت في حينه في عدد من الصحف والمجلات المحلية .
ولمن لا يعرف ملحم خطيب فهو من مواليد دالية الكرمل العام 1953 ، أنهى تعليمه الابتدائي في قريته ، ثم التحق بجامعة حيفا بموضوع اللغة العربية والتاريخ ، وعمل في المعهد التطبيقي التخنيون لمدة ثمان سنوات ، بعدها اتجه للمقاولات والأشغال الحرة .
هو شاعر رومانسي ، جياش العاطفة ، مفعم الاحساس ، بارع الوصف ، وهو كالشعراء المهجريين يكثر من وصف وتمجيد الطبيعة والحياة والبيئة وما فيها من سحر وجمال ، وله في هذا المضمار قصائد عديدة ، فضلًا عن قصائد المدائح والهجائيات والرثائيات والتهاني .
تمتاز كتابته بالبعد الانساني والفكري ، وأسلوبه شفاف سلس ، ونصوصه سهلة عفوية منسابة متناغمة ومتجانسة ، تحفل بالاستعارات والتشبيهات والمحسنات البلاغية والمعاني الجميلة والموسيقى العذبة ، وتعتمد البحور الخليلية والتفعيلة .
ومن قصائده اخترت هذه النموذج من ديوانه " خلف النقاب الأبيض " الصادر العام 1979.. حيث يقول :
أغني لديارنا المقدسة
أغني بما املك من أشعار

الجياع
أطرق باب الكنيسة
احمد رب السماء
لك الحمد :
من بلد العبيد السود البيض
من بلد الايتام المشردين ، والنسوة الثكالى
لك الحمد :
من وطن الاصنام الجياع
لطعم الحقيقة
لك الحمد :
وفي وطني يرفرف علم مجدك
ارقص الاميرة على نغم الامير
وتغني اناشيدي بأنغام الفرح
ورسولنا المنتظر يمر في ديارنا
خلسة ، لا عين تراه
يبارك السهول ، الجبال ، وجذوع الشجر
هكذا اقف ، في خفايا الليل
أحملق في السماء
ارجو لوطني الحبيب
راية بيضاء
تغني للسلام
وتنشد للأمل
اناشيد الكنيسة وآيات المساجد
الهادئة ، الصامدة ،
ترحب بقدوم الرسول المنتظر !
ملحم خطيب شاعر عاركته الحياة وهمومها ، أثبت حضوره في المشهد الشعري الكرملي والمحلي ، لكنه غاب عن الساحة ، نتيجة انشغالاته في عمله ، وبات مقل العطاء بعد أن عرف بغزارة النتاج ، فتحية عطرة له وتمنياتي له بالصحة والعافية والمزيد من العطاء الشعري والأدبي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.