الصفحات

الفنان السوري مجد الدالاتي .. أطلق أفلامه السينمائية بمقدرات بسيطة


⏫⏬
*دمشق – حاتم عوض :
في زمنٍ أرهقته الحروب وطغت عليه المفاهيم الدخيلة على ثقافتنا، يبرز دور الشباب العربي في محاولة النهوض من جديد بهذا المجتمع.

شاب سوري جعل من الموهبة سلاحه، وحلم الطفولة زاده ، كابد الحياة ومشقاتها، واختبر معنى الألم والأمل ، بكاميرته جعل من الدمار ملعب طفولة ومرتع أحلام، هو الشاب والفنان السوري مجد الدالاتي الذي وضع هدفه نصب أعينه يتذكر مجد طفولته عندما كان طالباً في المدرسة و سألته المعلمة السؤال الإعتيادي الذي يوجهونه لجميع الأطفال ” ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟” حينها لم يتردد لحظة ونطق بصوت مسموع “بدي صير ممثل”

الفنان السوري مجد الدالاتي
الفنان السوري مجد الدالاتي 
ومن تلك اللحظة لم يخامره أي شك في قدرته للوصول إلى هدفه المنشود، يخبرني مجد،ومن ذلك الحين بدأ يلبس شخصية الممثل، فقد شارك في عدد من المسرحيات في المسرح المدرسي،وعندما قطع مرحلة الطفولة قرر التعمق أكثر في مجال التمثيل فبدأ بقراءة الكتب المختصة في هذا المجال وكذلك عدد كبير من المسرحيات، إلى أن بدأ التدريب بنفسه لتطوير موهبته، فكان يقف أمام المرآة يتمرن على مشاهد أحبها، وعلى حالات مختلفة يجب على الممثل إتقانها من الحزن إلى الفرح إلى الدهشة وغيرها من الحالات حتى وصل لمرحلة أصبح متأكد فيها من قدراته التمثيلية.
وكغيره من الشباب العربي الذين يصرون على تحقيق مايصبون إليه من أهدافٍ وطموحات رغم كل الصعاب التي تعترضهم فإنهم يصبحون المحفز لغيرهم لإكمال مسيرتهم، وبالطبع فإنهم يتأثرون بقصص نجاح قد عاينوها.

مجد خاض تجربة تمثيلية إلا أنها لم تكن تتلائم وقدراته الفنية فلم يحظى إلا بتجارب ضيقة وغير كافية لإظهار موهبته
إلا أنه استطاع أن يتقن دوره ويعطيه كامل استحقاقاته، فقد كانت الأعمال التي شارك بها أعمال كبيرة لمخرجين مهمين في الساحة الفنية إضافة لمشاركته إلى جانب كبار نجوم الدراما السورية.
وعندما أيقن أن العمل في مجال التمثيل لن يكون سهلاً وربما لن يحصل على فرصة يثبت من خلالها مقدراته وموهبته، وكون الفن حلم طفولته ورفيق دربه فكان قراره أن لا يتخلى عنه، حينها فكر ملياً حتى توصل لفكرة مبدعة لفيلم عن السلام، وبدأت بتصويره بإمكانيات شحيحة ومتواضعة ولعدم إمكانية الإستعانة ب ” كاميرا ديجيتال” تم الإستعاضة عنها” بكاميرا موبايل” وطاقم العمل لم يتجاوز إثنين فكان هو المؤلف والممثل والمخرج والمنتج إضافة لصديقه ” شادي شهلة” كممثل، وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات إلا أنه أستطاع أن يدمج الحب بالعمل ليخرح بفيلم شكل له إنجاز، حينها قوبل عمله بالإستهزاء والتسفيه من بعض المخرجين الكبار وغيرهم ، إلا أنه لم ينظر إلى كل هذا الهراء لأنه وثق بما قام به، أما فيلمه الأول الذي أطلقه في العام 2016 عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل عنوان ” لديّ إبتسامة” ولم تمضِ عدة أيام حتى نشرت إحدى أهم المواقع العالمية مقالاً عن الفيلم وتناول المقال تجربة مجد بالكامل، وهذا ما اعتبره الرد المناسب على المستهزئين، بعد خروج فيلمه الأول إلى الضوء أخذ قراره بالمتابعة فأطلق سلسلة من الأفلام القصيرة وكان أخرها ” فيلم شطرنج ” الذي تم إعداده وإخراجه بطريقة إحترافية وشاركه في التأليف والتصوير والإخراج محمد سيف الدين وقد تناولت هذه الأفلام مجموعة من الأفكار الجديدة وأخذت جهد كبير بذل في العمل عليها وهذا مايفسر سبب نجاحها، حاول الفنان السوري الشاب من خلال ماقدم تجسيد قيم السلام والخير ومحبة الآخر طالما أن أغلب أعماله تتحدث عن السلام،إضافت إلى اتخاذ كل أعماه طابع الصمت باعتبار أن الصمت لغة عالمية تصل للجميع دون حواجز، ومن خلاله يظهر إبداع الممثل والمخرج.
وعلى إعتبار أن مهمة السينما عكس الواقع بمرآة عدستها ونقل الرسائل التي تنضوي على قدر كبير من البطولة، فقد نقل المخرج الشاب بطولات جيش بلاده الذي بقي على مدار تسع سنوات يشكل الدرع الأول لحماية الوطن ويقدم الغالي والنفيس من دمٍ وشهداء في سبيل قضيته، وجسد معاني الشهادة ونقل آلام وآمال مصابي الحرب من خلال عدسته.
حالياً يستعد الممثل والمخرج السوري الشاب لإنتاج فيلم قصير وقد بدأ بتأليفه متعهداً بإظهار قدرات فنية جديدة وكبيرة لم يتمكن من إظهارها سابقاً.
وأمام هذه التجربة الشابة والغنية فنحن على أمل بأن تنهض السينما العربية من جديد ويعطى الشباب القدر الكافي من الإهتمام إذ انهم يمتلكون مقدرات كبيرة وتحتاج لمن يتبناها ويشجعها.
ـــــــــــــــــــــــ
*رأي اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.