حلم النهارات العربية ... *عمر فهد حيدر

⏫⏬

1
وفي ليلٍ نصيرُ إليهِ ، أويجيءُ إلينا غناءً ، دونَ صباحٍ ، ثمَّ تميلُ علينا بحارْ.

إلى الشطّ ، تمضي قاماتنا ، تُعلنُ موتَ العروبة فينا منذ عصر الضياء ؛
وحرب النفط تُسيءُ إلينا ..لأمواج أجسادنا المتعبة . التقينا على شواطىءِ العزاءْ .

2

حُلمنا صمتٌ مِنْ خيوط الضياءِ تمدّدَ في سماء الكونِ حتى رعوش الدم فينا ..مثل الخديعةِ .
في مشالحِ نومنا ، توشكُ أنْ ترمي إلينا..وتسقطنا في الفراغ.

3
إنه الموتُ والأمنُ البعيدُ ....البعيدْ.
والورودُ ، وأزهار الربيعْ.
وكراسي الإعتراف...
أحفاد العروبة يمضون نحو
أصوات البريّةِ في صفاء...

4
تقول الليالي :
مساءً هذي الحروب أحرقت ليلَ العروبة ..وشدت نشيداً فيه الصدى صوتَ المدافع..
تمزق لون الحلم ، وطعم الحلّو في مرارة الأيام .
يعجبنا الردى بالحلم حين تجيء الخوابي بخمر الضياء..
وتزعم أنَّ المزار هو في بيتك..
فيقرأ القلب : آيات هواك..
بيد من حديد ...تخسر دمك
بيد من رماد القلوب المضيئة ..

5

لديكَ صمتك
لديك حلمك
لديك شرطي يخالفك ويسهر على راحتك...
وطناً هو :تجمعَ في زجاج الخمر
وتذكر أنك أنت الوحيد الذي يخبرُ عن الموت ...
ويقرأُ في المقابر لوحات الجدار
ثم يدوسون صوتك في رياءْ..

6
كفاكَ موتاً ...وموتاً كفاكْ
كفاكَ اندثار الربيع ..الخريف..كفاكْ.
كفاكَ اندثار الصقيع ..
يصبُّ جنونك المستقلّ .
يحوٍّل صمتك إلى ماءْ
تْسميّه صراع الحضارة
أونشوةً تسميّها صراع الحضارة
أونشوةً تسميّها ارتياد المراعي
وصوت البكاءِ الحزينْ..

7
ارتباكاً يجيءُ إليكَ البكاءُ
يفتحُ جناحيِّه لأرضكَ أنتَ..
لأرضٍ تحملُ منك صفاتَ الأماني
وظلاًّ تربّى معك
كطفلٍ بلاكبرياءْ...

8
حيناً يجيءُ صدى صوتك نشيجاً
وأنت مَنْ يسقط انتماؤه ضحكاً ....وماءْ
جذلان تأتي ، تصرعك الرصاصات قتلاً
كالذباب طنينا" ...
وجرثمةً للنقاء

9
لديكَ الحضارة
زمناً جميلاً تموت
عبر (سرطان بنكرياس) أصابكَ
لديكَ الأغاني تعودْ
صباحاً .....مساءً
كل شيءٍ لديكَ تغيّر
وأضحى حزناً ودمعاً وماءْ
أنتَ كالجثث المعلقّة في العراءْ
كالياسمين أوالقرنفل المعتق بالحياة
أنت شوّهتَ لونكَ والضياء
وأنتَ الحزين لأنك تبكي
ويجيءُ دورك اشتهاء
تعرف كيف يقتلونك َ ، في زمن يضيع القتل فيه..
وأنّ العروبة فيك باتت عجاف الدماء،
تبحثُ عنكَ في ليل الدجى
تحت أرتال العساكر المنسيّة هنا...وهناك...

10
من رحمٍ هو رحم العروبة في جسدك
تبحث عن الشهوة لغزاً يحيّر
وترى في الرحم كل الدناءة العربية، وأشكال الخيانةِ .
- في رحم العروبة دون انقطاع
ماذا وجدتَ غير الخيانة والتجسس؟
والرماد الهشّ في قعر الزمان..
دماء رحم العروبة نهرٌ في " كروش " كل الخليج ..
في خلاياهم لغة الخيانات
وزمن النهارات العربية
يالهذا العهر منبعه الجزيرة العربية
يالهذا الكون ..

11
رماحك قاوم ، غير كل الناس قاوم
حين يدخل حبك عالما"..
عاشقا" أنت
مازلتَ في مجال زمانك نجمة
وترتدُ نحو الوريد..
قلّْ للنسيم هواك
تصمت في دجى الليل
قل للمراكب هذي الأزمنة
قل لها عبثا" دمار القلوب يكون
العرف والقرارات ،
أعلنْ عريكَ في خافقيك
أكتوي بالنار طهارة للكبرياء
اهرب بروحك من مصير الكون
في زمن الجنون.

12
ترّقب صمتُ نورك
انسَ أنّك في زمان الصمتِ
ترّقب صمت نجمك ،
أيّ صمت وهذا صمتك
أغمض عينيك ...
لتبرقَ للأصدقاء بيانا"
وتنعي الرفاق رفاق الطريق الطويل
أنتَ تحب..؟
ماذا تحبّْ ؟
إن الوطن حب
والغربة حب
وعليك الحب ...الحب
يظنون أنك متسوّل..
وأراكَ تفرُّ منَ المقابر صمتا"
تصيرُ رمادا".....
رمادا" أراكَ ابتغاءْ.

13
أعلنْ عن وفاتك
فيكَ كانت وغالاكَ السديم
طريا" كنتَ في تابوت قلبك مثل اليمام
لستُ أعرفُ ماذا كنتَ ؟ وكيفَ صرتْ ؟
منْ أينَ أتيتْ؟

14
أريدُ الخبزَ منَ الماءِ
مثل العجينْ
العينُ مثل العين
اللحم مثل النار
أفيءُ أشجار الطبيعة ؟
تتيه المقابر
والأغنيات..
تطفئ وهج الزمانِ
حين يرتجف القلب وتحمي ماتبقىّ لك..
تزوركَ الغانيات و(طرامب )
يتحوّل ما تبقى منك إلى أحرف وشموع..
جراحا" تصير قلاعا"
تقتلُ اسمك والدموع
وتباعد بينك وبين الربيع العربي
شتاءً أقودكَ
وألقاك خريفا" ...
في جفاء

*عمر فهد حيدر
سورية