الصفحات

أذيالُ الهزيمة ... *حسن كنعان

⏬⏫
خلَوْتُ إلى نفسي وقد مسّها العُجْبُ
وقد تقتلُ الأحزانُ ما يُنضِجُ الحُبُّ

ومُذ طرَّ ظُفري كان عشقي لموطني
ولا تنكرُ الأعمالُ ما يوقِنُ القلبُ

تنَنقَّلتُ فيها بين َ طفلٍ ويافعٍ
إلى أن بدتْ في البُعدِ تخدعُنا الدربُ

فتُهنا وأحلامُ الشّبابِ تناثرَتْ
وضاقَ علينا بعدها الشّرقُ والغرْبُ

ففي النكبةِ الكبرى تَقَطّعَ وَصْلُنا
وأدمى قلوبَ الأهلِ ما ألقتِ الحربُ

وقد ضجّتِ الآفاقُ تشكو صُراخَنا
عويلَ اليتامى والثّكالى ومن يحبو

نُراعُ ولمْ نلقَ الذي يحقنُ الدّما
وفي الأرضِ أجنادٌ تملّكها الرُّعبُ

ولكنّها سَوْطٌ على الشّعبِ مُسلَطٌ
وعن حوزةِ السُّلطانِ سيفٌ ولا ينبو

فهم من أطاحوا بالرّبيعِ واهلهِ
وبثّوا سُمومَ الحقد واستوطن الكَرْبُ

على الخصمِ هُم شتّى وحلفٌ على أخٍ
أيجمعُنا نصرٌ وكُلٌّ له قَلْبُ ؟!

فمن نكبةٍ تُصمي إلى نكسةٍ لها
أنينٌ لهُ في كلّ جارحةٍ نقْبُ

شعوبٌ تطيقونَ الهوان وذلّكُمْ
سلاحٌ بهِ صهيون ُ ترمي ولا صعْبُ

فلا يسترُ العوراتِ ثوبٌ ممَزّقٌ
ولولا هوانُ النّفسِ لم يَخْلَقِ الثّوبُ

وفي كلّ قطرٍ فتنةٌ وعصائبٌ
شعارُهُمُ قتلُ البراءةِ والنّهبُ

وغصبُ ذواتِ الخِدْرِ من غير وازعٍ
فما صانهم دينٌ ولا ردّهم رعبُ

نسالمُ أعداءً ونخطبُ وُدّهم
ونقتلُ أهلينا وما هالنا الخطبُ

وكادت تميدُ الأرضُ تحتَ نِعالكُم
وتهوي عليكم من سمائكمُ الشّهبُ

فجُلّهمُ في معبد الجهلِ دُميةٌ
كأنّهمُ الأصنامُ فيهِ أو النُّصْبُ

إذا كان للأغنام راعٍ يسومها
معَ الرّعيِ فتكا ً، هل يُلامُ بها الذئبُ

نسيرُ على الأشواكِ تدمي كلومنا
وقد زاد وحشُ الليلُ واستوحش الرّكبُ

فما لخلاص الشّعب الا انعتاقهُ
وليس بغير البذلِ ينعتقُ الشّعبُ

*حسن كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.