الصفحات

" بارقة شجن " مجموعة قصصية متنوعة ما بين القصيرة والقصيرة جدا .. للكاتب أحمد رزق حسن


  مجموعة من القصص المتنوعة ما بين القصيرة والقصيرة جدا، للكاتب أحمد رزق حسن.. الصادرة عن دار دلمون الجديدة، وقد نالت هذه المجموعة المرتبة الأولى في مسابقة الكلمة ٢٠١٨ للقصة القصيرة التي أطلقت دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر.

تحاكي المجموعة شرائح الطبقة الكادحة.. ترصد واقعها بمختلف أحداثه وتجسّد تناقضاته، كتبها بلغة حكائية تستمرئ تفاصيل لمشاهد نابضة حيّة مفعمة بالألم، فكانت اللغة والحدث متجاورين في كل القصص. ترصد المجموعة الاتجاهات النفسية لحالات الشجن المتواطئ مع الأقدار.. فتُغرقُ القارئ بأحزانها..
حاولتُ البحث في هذه المجموعة عن بارقة أمل عبثا، فالنصوص غارقة في غياهب العتمة، في لجة التيه والخوف من عالم مترف بالحزن والهموم.. بدءا من العنوان "بارقة شجن" وتليها البقية.. كما أن في نهاية قصة الغصة، لم تكن الوردة الحمراء دالة على الأمل والحب، حين ألقتها الفتاة على صدر الميت واحتضنته.. بل هي الغصة بمثابة لقمة زقوم ابتلعتها.. جعلتني أشعر أنها دفنت الحب والورد معه.
استخدم الكاتب في مجموعته كلمات كدلالاتٍ على القهر والظلم والحزن ( كالموت - النزق -غصة دماء الحرب، لجوء وإلى غيرها) وما كانت كلماته عن الشمس والوردة والمطر إلا برق ينطفئ نوره في عالم الظلمات. هذا ما جعلني أشعر بيأس تسرب إلينا من الكاتب، فلا المجتمع راغب بتحسين المستوى الطبقي المعيشي لهذ الشريحة ولا حتى الأقدار.
تميز الكاتب بالسّرد الحكائي الهادئ العميق في طرح أفكاره بوعي للمصير الوجودي لهذه الشرائح في وطن يصادر الموت أفراده .. فكل قصة من قصصه عالجت حدثا واحدا في زمن ومكان محددين رصدها بدلالات مفتوحة على عالمِ جرحِ الذات والقهر، وهذا ما جعل نساء القصص مهزومات عاجزات، أورثته لبنات هذا الجيل.. وحتى شبابها.. فمثلا استحضر الكاتب الموت بطلا لمختلف أبطاله.. لم يستثن منها الطفل وحتى القطة، باعتقادي أن السبب يعود إلى أن المجموعة صدرت في عام 2018 هذا يعني أنها رصدت الفاجعة والمعاناة الكبيرة خلال السبع سنوات عجاف على الوطن..
أدعوكم أحبتي لقراءة هذه المجموعة بعنوان بارقة شجن للكاتب القاص الصاعد المهندس أحمد رزق حسن.

*سمر ‏الكلاس‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.