الصفحات

وفتحت مدناً من اللذة ... * بقلم : على حزين


أنا كائن صيفي بطبعي
أحب الشمس , ولياليه المقمرة
وأكره الشتاء حين يجيء

ولياليه الباردة
وأحبكِ من دون النساء
2
آهٍ يا سيدتي الجميلة
أنا دائماً في تحدٍ دائم مع نفسي
ومعكِ ومع القصيدة العنيدة
ودائماً أترجم الهمسات
ولغة العيون النظرات
والأحاسيس الحائرة
أحولها إلي قصيدة ثائرة
3
أنا كائن صيفي بطبعي
أحبُ الشعر والرطب
وأحبُ لون البحر بعينيكِ
وأحبُ الوردَ حين يُزهر
في الربيع , وعلي شفتيكِ
وأحبُ صيد الأسماكِ
التي تلهو على شواطئكِ
3
وأنا الذي لم أؤمن بالسحر يوماً
أمنت بعينيكِ الساحرة
وبحدائق الورد
والبرتقال , والسفرجل
وتعريشة العنب
فدعيني يا سيدة الأقمار
أجمعُ الضوء من علي ركبتيك
وأجمعُ المحار من بين نهديك
وأجني البرتقالَ من حدائقكِ المُزهِرة
وحين أتعبُ
توسد جبيني كفيك الساحرة
4
فكل عصافيري جائعة
والقمح المنثور في الحقول
النائمة تحت الشمس تغريني
والسمان العفي الكبير, والرطب
وأنا أتلظى في الهاجرة
5
أنا ظمآنٌ لثغركِ العذب
ظمآنٌ للماءِ الذي يجري بين خلجانك
فما أحلي عصير القصبُ في رضابكِ
فدعيني أُمسكٌ بيدي , وأقطم بعيني
وفمي , التفاح , والبرتقال , وأمتص العنب
فأدخليني جنتكِ , وأدخليني في سريركِ
قي الليالي المقمرة
5
وأعرفُ يا سيدي كيف أميز
بين الكلام الجيد والكلام الرديء
وبين القطن الفاخر والقطن الرديء
والذهب الفاخر والذهب الرديء
والعطر الفاخر والعطر الرديء
والحب الجيد والحب الجريء
والتفاح والخوخ والنبيذ البريء
وأنا من هنا يا سيدتي الجميلة
أحب أن أسجل إعجابي وانبهاري
بعطرك الجريء , وحبك الجريء
7
أنا الذي لم أهزم يوماً
وأمام عينيكِ انهزمت
حاربت جيوش من القمر وانتصرت
وحاربت قروناً نهود النساءِ وانتصرت
وفتحت مدناً من اللذة
وسلبت مناجم من الذهب والفضة
وأسرتُ ألاف الشفاه المستديرة
والأثداءَ , ومنها شربتُ وأكلت
وفي النهاية في جنائنكِ الملتفة
سيفي انكسر , وخيولي خارت
وبنظرة منك هُزِمتْ , وانهَزمتُ
ورفعتُ الراية البيضاء واستسلمت
8
يا سيدتي قُطنكِ الأبيض فاخر
والعطر الذي تضعينهُ من النوع فاخر
وذهبك , وفضتك , وتفاحك , وخوخك
ونبيذك المعتق البريء
والبرتقال الذي تخبئينه في صدركِ
وعصير القصب , والعنب
وقلبي الذي اغتالته نظرة من عينيك
وأردته قتيلا وهو بريء
9
حُقولكِ خصبة يا سيدتي
وأنا أحبُ أن أرعى في الحقول
ومطاردة العصافير التي بين نهديكِ
وأجيدُ اللهو واللعب مع السمان
والتقاطُ المَنَّ من علي أشجارك
وأحبُ جمعَ القطنُ من بين الكوعِ واليربوع
فأنا يا سيدتي لا أفضل أبداً أن تكونَ مرتبتي
التي أنام عليها مصنوعة من غير قطنكِ
كما أحب عند النوم عليها أن تعبثي بشعري
وتهزيني على ركبتيك كطفلكِ الصغير
10
يا سيدتي الجميلة , أنا لا أتصور
بُعادكِ عني ولو لثواني معدودة
وأتصور كيف تكون الدنيا بدونكِ
يوماً لو لم تكوني ماذا تكون
بدونكِ لم تكن حضارة , ولا قامت
ولا كانت على الأرض بشرية
ولا تغير الحب , والجبال والأودية
والأنهار والبحار , ومعنى الوطنية
ولا تغيرتْ ملامح الأشياء
ولا ضاعت واختفت حضارات بأكملها
من الورد , والعطور , والحرية
لغةُ الكلامِ يا سيدتي علي اللسان عاجزةُ
وشيء صعب أن تضعف أمام أنثي
والأصعب منه الحب حين يغتصب
وجمع المحار من بين الشُعَب

*على السيد محمد حزين
 طهطا ــ سوهاج ــ مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.