⏬ ..أنا لست أنت
علينا أن نتعود على أكثر تقاطعات طرق حياتنا أهمية، إذ وحده طريق الحياة، لا يوجد به إشارات، أو حتى شاخصات ترشدنا إلى سبل الرشاد.
وحدها تجارب الآخرين المكتوبة، أو التي وصلت أسماعنا، تمحي بعض آثار الضياع، أو يمكن أن تكون وميض شمعة ،تفسح في العتمة بعض النور، بشكل راقص متقطّع، قد نتمكّن عبره من رؤية بعض معالم الطريق، أو تحتفظ ذاكرتنا الملوّثة بالوجع، ببعض الصور لحظة انفصام الضوء والعتمة.
إنه امتحان قاسٍ للحياة.
فلربما كانت التجربة، بحد ذاتها ضربا من الجنون المغامر، نشأ في ظرفٍ ما ، ونما في مناخ ليس مناخنا، ونكون ساعتئذٍ قد سقطنا في براثن التقليد دون بحث أو مراجعة، تماما كالغريق المتطلّع لقشّة، لا يعلم، ولا يتعقّل إن كانت تشكّل منقذا لواقعه.
أو ربّ تجربة عرضت علينا بالأبيض والأسود، فيما الحياة سلسلة من الألوان المتشابكة، والممتزجة، تشكّل في اللحظة المناسبة، لونا جديداً لإشارة طريق، كشاخصة ترشدنا إلى الخطوة القادمة، وفقط القادمة.
وسط هذا التشابك المؤلم تردد الأم بانكسار:
أريدك أن تكون كأبيك...!
وكأن تجربة الحياة تسمح بالاستنساخ المملّ، لجينات العقل، من مشاعر، وذكاء وفراسة ،ودهاء في سبر الطرق واجتراح الحلول.
لست أبي ...!
هكذا قفز الجواب الأولي ّ إلى ذهني، فالمناخات لا تتصف بحالة الثبات، ولا قوالب جاهزة للبشر، والظروف تتقلّب تبعا لمجموعة عوامل فيزيائية وكيميائية، تحرّض على التحول.
فحتى الأحجار والأشجار من الجماد، لا تبقى على حالها، فعوامل الطبيعة، تأخذ بالأشياء عبر تواتر الزمن إلى شكل جديد، تماما كمطرقة النحّات، المنهمرة على الأحجار لإنتاج شكل ذو معنى.
فيجهد، في إنتاج ما يدور في فكره وخلده، محاولا في منحوتته أن تقترب ولو قليلاً مما أراد، وإلا أسبغ عليها فشله، عبر التحليل والتفسير والتأويل، في محاولة لتسويق فشله، بفلسفة المنتج الجديد.
وحتى أنت لست ذات كل النساء.
وإلّا ما كان التخيير والانتقاء شرطا وسلوكا بشريا للارتباط، كالنهر، يأخذ كلٌّ غَرْفَتهُ ليصنع من مائها ما يشاء.
فالماء في جميع حالات تواجده، نعمة ونقمة، وصحَّ في السيرة الدينية والفقهية الدعاء لخير ما فيها" اللهم اجعلها سقيا رحمة ولا تجعلها سقيا عذاب"
وحتى القدماء كانوا يخشونها من الفيضان، ببناء السدود، وقبلاً بصنع آلهة يقدمون لها القرابين اتقاء شرّها، ضرباً بمعتقدات الغيب.
إذا ...!
أنا لست أنت
وأنت لست كغيرك
كلٌّ له كنه، يبتدئ من تراكم الفكرة والتجربة، لإنتاج معطى دنيوي جديد، فالشكل وإن تباين، أو تماثل، لا يمكنه أن يحمل المضمون، وحدها معادلات الكومبيوتر، تحمل أداة النسخ واللصق، وهي أداة صنعيّة محدودة، أوجدناها لتثبيت الشكل واللعب على المضمون.
كانت الصدمة كبيرة عليها، كمن وجد نفسه يسبح بلا ماء، وأفاق على غرق وهمي لا يوجد إلا في مخيلته، يدفعها إلى الاتهام.
وكيف ذاك...؟
قالت
فإننا أقمنا حولك مائدة تشبيه يوم ولادتك، سبرنا فيها العيون، والأنف، والشفاه، وألصقنا نتائج هذا بكل شخص فينا فكنت في الغالب كأبيك.
لم تك تعلم أن لعبة الكيمياء هي الأقوى حضوراً في الوجود، تسهم حتى في خلق طباعنا، وما سنؤول إليه.
وتقفز إلى الذاكرة ههنا، عبارات في الطب النبوي والفلسفة الوجودية:
"قل لي ماذا تأكل، أقول لك طباعك “فحقيقة الحمض الريبي النووي ٌ RNAالمتشكّل من الغذاء هو الذي يسيّر حياتنا، وحتى مساحة القدرة على التفكير والتصرف. وهو مختلف عن DNA المحدد لانتمائي بالدم إلى هذا الشخص أو ذاك.
ولا تساعد بالحكم على طرائق التفكير، فكم من شيخ عمل على لملمة أولاده من الحانات والأرصفة، أو طبيب يعالج بنيه من التوحّد أو الصرع، أو حتى فشل في ألا يكون أديبا أو موسيقيا.
فكيف نفهم في التاريخ فشل "كمونة" باريس عام 1871 وهي أول ثورة اشتراكية في العصر الحديث، مع أنها أخذت من ماركس وانجلز، غير أن مناخها لم يكن قد خصص لدولة صناعية كفرنسا، ونجحت عبر الثورة البلشفية في روسيا.
إنّه صراع حول دوّامة الرغبة وحب الأشياء، تماما كحالي يوم افترقت عن العلوم والكيمياء بشقّها الأكاديمي، لتصبح الكتابة، إيقاعا، يعطي للزمن معنى، ويمنح الأوقات الميتة، روحا تستيقظ من رقادها بالأفكار المستمرة التدفق.
وصارت الكتابة، المسبوقة بالقراءة الوفيرة والمتعبة، كالولادة، الجامعة للألم والأمل، متعة التجلي في النص المكتوب، تماما حال ولادتك، لكن عندي يتسلل الأدب، وبمضامينه الفلسفية أو التصويرية، ليفتح نافذة على الروح، لتدخل فيها نسائم الفرح وترانيم العزاء.
فمن قال إن الأدب لا ينجب ...؟
ومن قال إنه ترف فكري...؟
ومن يستطيع أن يقول بأن الأدباء يتشابهون...؟
ومن تجرأ على الربط الجدلي بين الكتّاب، " هذا يكتب القصة، وذاك يكتب القصة، إذا هذا هو ذاك".
أشفق على هؤلاء...
انه صراع المفاهيم والرؤية الضيقة، بين الموروث والثابت في نظريات الخلق الربانية، وغاب عنّا، كيف يمكن أن نكون خلقنا شعوبا وقبائل، فلو شاء الخالق لجعلنا أمّة واحدة.
هي حكمة الله التي نطلي حقيقتها بالتقاليد الموروثة، وهي رافعة للجهل حتى بالخالق وسرّ الخلق.
أنا لست أنت
وأمام نظرات عينيها، وجدتني أقف محشوراً بين الأجساد، لتدخلني نظرية التشابه، والظفر به، إلى نفق مظلم يركض أمام عيني المتيقظتين.
وبات عقلي ينوس، ما بين الولد البار، والعاق بثقافة ينزع الخبث من محتوى الكلمات.
*حسين موسى
علينا أن نتعود على أكثر تقاطعات طرق حياتنا أهمية، إذ وحده طريق الحياة، لا يوجد به إشارات، أو حتى شاخصات ترشدنا إلى سبل الرشاد.
وحدها تجارب الآخرين المكتوبة، أو التي وصلت أسماعنا، تمحي بعض آثار الضياع، أو يمكن أن تكون وميض شمعة ،تفسح في العتمة بعض النور، بشكل راقص متقطّع، قد نتمكّن عبره من رؤية بعض معالم الطريق، أو تحتفظ ذاكرتنا الملوّثة بالوجع، ببعض الصور لحظة انفصام الضوء والعتمة.
إنه امتحان قاسٍ للحياة.
فلربما كانت التجربة، بحد ذاتها ضربا من الجنون المغامر، نشأ في ظرفٍ ما ، ونما في مناخ ليس مناخنا، ونكون ساعتئذٍ قد سقطنا في براثن التقليد دون بحث أو مراجعة، تماما كالغريق المتطلّع لقشّة، لا يعلم، ولا يتعقّل إن كانت تشكّل منقذا لواقعه.
أو ربّ تجربة عرضت علينا بالأبيض والأسود، فيما الحياة سلسلة من الألوان المتشابكة، والممتزجة، تشكّل في اللحظة المناسبة، لونا جديداً لإشارة طريق، كشاخصة ترشدنا إلى الخطوة القادمة، وفقط القادمة.
وسط هذا التشابك المؤلم تردد الأم بانكسار:
أريدك أن تكون كأبيك...!
وكأن تجربة الحياة تسمح بالاستنساخ المملّ، لجينات العقل، من مشاعر، وذكاء وفراسة ،ودهاء في سبر الطرق واجتراح الحلول.
لست أبي ...!
هكذا قفز الجواب الأولي ّ إلى ذهني، فالمناخات لا تتصف بحالة الثبات، ولا قوالب جاهزة للبشر، والظروف تتقلّب تبعا لمجموعة عوامل فيزيائية وكيميائية، تحرّض على التحول.
فحتى الأحجار والأشجار من الجماد، لا تبقى على حالها، فعوامل الطبيعة، تأخذ بالأشياء عبر تواتر الزمن إلى شكل جديد، تماما كمطرقة النحّات، المنهمرة على الأحجار لإنتاج شكل ذو معنى.
فيجهد، في إنتاج ما يدور في فكره وخلده، محاولا في منحوتته أن تقترب ولو قليلاً مما أراد، وإلا أسبغ عليها فشله، عبر التحليل والتفسير والتأويل، في محاولة لتسويق فشله، بفلسفة المنتج الجديد.
وحتى أنت لست ذات كل النساء.
وإلّا ما كان التخيير والانتقاء شرطا وسلوكا بشريا للارتباط، كالنهر، يأخذ كلٌّ غَرْفَتهُ ليصنع من مائها ما يشاء.
فالماء في جميع حالات تواجده، نعمة ونقمة، وصحَّ في السيرة الدينية والفقهية الدعاء لخير ما فيها" اللهم اجعلها سقيا رحمة ولا تجعلها سقيا عذاب"
وحتى القدماء كانوا يخشونها من الفيضان، ببناء السدود، وقبلاً بصنع آلهة يقدمون لها القرابين اتقاء شرّها، ضرباً بمعتقدات الغيب.
إذا ...!
أنا لست أنت
وأنت لست كغيرك
كلٌّ له كنه، يبتدئ من تراكم الفكرة والتجربة، لإنتاج معطى دنيوي جديد، فالشكل وإن تباين، أو تماثل، لا يمكنه أن يحمل المضمون، وحدها معادلات الكومبيوتر، تحمل أداة النسخ واللصق، وهي أداة صنعيّة محدودة، أوجدناها لتثبيت الشكل واللعب على المضمون.
كانت الصدمة كبيرة عليها، كمن وجد نفسه يسبح بلا ماء، وأفاق على غرق وهمي لا يوجد إلا في مخيلته، يدفعها إلى الاتهام.
وكيف ذاك...؟
قالت
فإننا أقمنا حولك مائدة تشبيه يوم ولادتك، سبرنا فيها العيون، والأنف، والشفاه، وألصقنا نتائج هذا بكل شخص فينا فكنت في الغالب كأبيك.
لم تك تعلم أن لعبة الكيمياء هي الأقوى حضوراً في الوجود، تسهم حتى في خلق طباعنا، وما سنؤول إليه.
وتقفز إلى الذاكرة ههنا، عبارات في الطب النبوي والفلسفة الوجودية:
"قل لي ماذا تأكل، أقول لك طباعك “فحقيقة الحمض الريبي النووي ٌ RNAالمتشكّل من الغذاء هو الذي يسيّر حياتنا، وحتى مساحة القدرة على التفكير والتصرف. وهو مختلف عن DNA المحدد لانتمائي بالدم إلى هذا الشخص أو ذاك.
ولا تساعد بالحكم على طرائق التفكير، فكم من شيخ عمل على لملمة أولاده من الحانات والأرصفة، أو طبيب يعالج بنيه من التوحّد أو الصرع، أو حتى فشل في ألا يكون أديبا أو موسيقيا.
فكيف نفهم في التاريخ فشل "كمونة" باريس عام 1871 وهي أول ثورة اشتراكية في العصر الحديث، مع أنها أخذت من ماركس وانجلز، غير أن مناخها لم يكن قد خصص لدولة صناعية كفرنسا، ونجحت عبر الثورة البلشفية في روسيا.
إنّه صراع حول دوّامة الرغبة وحب الأشياء، تماما كحالي يوم افترقت عن العلوم والكيمياء بشقّها الأكاديمي، لتصبح الكتابة، إيقاعا، يعطي للزمن معنى، ويمنح الأوقات الميتة، روحا تستيقظ من رقادها بالأفكار المستمرة التدفق.
وصارت الكتابة، المسبوقة بالقراءة الوفيرة والمتعبة، كالولادة، الجامعة للألم والأمل، متعة التجلي في النص المكتوب، تماما حال ولادتك، لكن عندي يتسلل الأدب، وبمضامينه الفلسفية أو التصويرية، ليفتح نافذة على الروح، لتدخل فيها نسائم الفرح وترانيم العزاء.
فمن قال إن الأدب لا ينجب ...؟
ومن قال إنه ترف فكري...؟
ومن يستطيع أن يقول بأن الأدباء يتشابهون...؟
ومن تجرأ على الربط الجدلي بين الكتّاب، " هذا يكتب القصة، وذاك يكتب القصة، إذا هذا هو ذاك".
أشفق على هؤلاء...
انه صراع المفاهيم والرؤية الضيقة، بين الموروث والثابت في نظريات الخلق الربانية، وغاب عنّا، كيف يمكن أن نكون خلقنا شعوبا وقبائل، فلو شاء الخالق لجعلنا أمّة واحدة.
هي حكمة الله التي نطلي حقيقتها بالتقاليد الموروثة، وهي رافعة للجهل حتى بالخالق وسرّ الخلق.
أنا لست أنت
وأمام نظرات عينيها، وجدتني أقف محشوراً بين الأجساد، لتدخلني نظرية التشابه، والظفر به، إلى نفق مظلم يركض أمام عيني المتيقظتين.
وبات عقلي ينوس، ما بين الولد البار، والعاق بثقافة ينزع الخبث من محتوى الكلمات.
*حسين موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.