ثائرة ... *عفاف الجبوبي

قد يكون مُربحاً أن أتلو عينيك أمام المتاجر
وأحفظ ما تيسر من شفتيك
لتقرأني في غضون الليل إذا عسعس

أو أجمع الهواء الذي بعثرته حين مررت من أمام عصافيري النائمة
واقتحمت الأنفاق
لم أُصدق حينها أنك وضعت نبضك في كفي كطفلٍ يتيمٍ
ألقته الرياح صدفة
ليكون لي حائط ٌأكتب عليه كل ما غص قلبي في هذه الحياة
حديثك المتوهج ذاك
هو من أشعل نار الفتنة في أحشاء الليل
فكانت أشد من القتل
دائماً ما ألقي ملابس حروفي على الأرض لتنام عارية من الضوضاء
وتظل أنت وحدك عالق بجسدها كوحمة مضيئة لا يغشاها إلا النهار
قد أكون نشوة كأسك
في ذات ثمل
و أغيب حين يغيب الوقت
ولكنك سكبت على كأسي تمتمات من السحر وأسقيتني روحك المتشبثة التي انتشرت كجيشٍ عسكري سد كل المنافذ واستحوذ على جميع المؤسسات

لم تستطع غارات النسيان من تفتيتك
فلازلت متربصاً بي رغم أن لي أصول قوية
وفروع تكاد تخنق ملوحة البحر

سأعود إلى نفسي كمحاربٍ منتصر
بعد أن يطرد المحتل خارج أسوار قلعته
ستخرج حتماً
وسأصرخ ألمً
كملبوس يُقرأ عليه المعوذات
ولكنني سأولدُ بعدها ك الصبح
وسينبض قلبي بعد غياب
من مقره الرئيسي
هُنا الوطن.

*عفاف الجبوبي
اليمن