الصفحات

المقص | قصة قصيرة ....*محمود مسعود


⏬    بعد أربع سنوات من الخطوبة وبعد معاناة شديدة بسبب ظروف الحياة الصعبة والشد والجذب من كلا الطرفين وتقديم الوعود
الكثيرة بإتمام الزواج في مواعيد كثيرا ما تخفق بسبب التعثر الذي لم يكن له حلا إلا الصبر ، أخيرا جاء الموعد الذي اتخذه العريس علي نفسه تحت ضغط من أهل العروس وتدخل أهل الخير لآخر مرة كما أعلنوا وإلا سيصرفون النظر عن التدخل نهائيا ، حدد العريس لأهل خطيبته بحضور بعض كبار العائلتين بآخر الشهر ووفقا لذلك سارع كل من أهل العروس وخطيبها في التجهيزات اللازمة لعش الزوجية الذي كان يتواجد في إحدى المحافظات التي تبعد عن محافظتهم بحوالي مائتين من الكيلومترات ، وأثناء التجهيزات كانت تظهر مشكلات بعضها يتم حلها وبعضها كان بمثابة كابوس يجثم علي صدور الطرفين ، ويتكهرب الجو والاشتباكات اللفظية تسود الموقف ومنها أنهم اتفقوا أن يكون حفل الزفاف في إحدى القاعات التي سيتقاسمون ثمن تأجيرها مناصفة ولكن العريس ظروفه المادية بالكاد تسمح بالتجهيزات التي سيقوم بها وعليه فالاستطاعة في هذا الشأن مستحيلة وللمرة التي لا يعرف عددها تحديدا تدخل أهل الاصلاح من العائلتين واقنعوا أهل العروس بأن تتم الحفلة في احدي قاعات المساجد الملحقة بها وأن ينفقوا ثمن حجز القاعة التي اختلف العريس عليها بشراء ما يحتاجونه من مستلزمات كالفرش أو الأجهزة الناقصة وبالفعل سارع العريس بصحبة والده ووالد العروس بحجز قاعة المسجد القريب من منزل العروس في نظير مبلغ لا يذكر دفعوه مناصفة بينهما ، كان علي أهل العروس احضار طقم أنتريه وفرش ارضيات الشقة بالسجاجيد وكذلك أدوات المطبخ من أطقم الطبخ البسيطة المتمثلة في الأطباق والحلل وأدوات الشراب من كاسات وأكواب وهكذا أما العريس فكان عليه حجرة النوم والشقة والأجهزة الكهربائية ما يستطيع شراؤه منها بالفعل تم احضار المطلوب من كلا الطرفين وجاء موعد خروج هذه التجهيزات من منزل العروس كما هي العادة ليري الجيران ما أحضرته العروس لتجهيز بيتها ، كان العفش المقصود به حجرة النوم والانتريه لابد وأن يخرجا سويا ولكن لبعد المسافة فقد آثر العريس شراؤه من مكان قريب للمنزل وهذا ما تم ، من العادات التي تتبع في الزواج أن يقوم أهل العروس بفرش منزل ابنتهم بدونها ويقوم بهذا الأمر البنات التي لم يتزوجن كفأل يستبشر به أهل العروس وكذلك أهل العريس وقد نشبت مشاجرة جانبية بسبب من يتكفل بمصاريف السفر لهؤلاء البنات وقد كان عددهن أربعة هنا تدخل أحد كبار العائلة وتبرع بالمصاريف وانتهت الأزمة بسلام ، وصل موكب العفش ( الفرش ) إلي بيت الزوجية مع حلول آذان المغرب بعد رحلة سفر استغرقت الثلاث ساعات ، أنزل رجال الحارة العفش وأدخلوه المنزل مع زغاريد الجيران التي ملأت الأرجاء احتفاءا بهذا الحدث السعيد ، شرع البنات في الفرش عقب انتهاء النجار من نصب حجرة النوم كانت أم العريس حاضرة ويبدو علي وجهها التحفز لاصطناع مشكلة ما وها هي قد جاءتها علي طبق من فضة ، بعد رص وفرش تجهيزات العروس كانت تبحث عن شيء ما وحينما سألت أم العروس احتارت وأخذت تجول ببصرها يمنة ويسارا وكأنه قد أسقط في يديها هنا وضعت أم العريس العقدة أمام المنشار وأقسمت بأغلظ الأيمان أنه إن لم يتواجد هذا الشيء ستلغي الزواج برمته وليكن ما يكون ،وحينما استفسر أحد الحاضرين عن سبب المشكلة فقيل له أن أهل العروس حينما قاموا بتجهيز ابنتهم نسوا أن يحضروا معهم مقص للاستخدامات المختلفة كقص القماش أو تجهيز السمك ........!!

* محمود مسعود 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.