الصفحات

لم تعجلت القطاف ...**منى عثمان


لم تعجلت القطاف.......
والمواسم لم تحن بعد......
وآخر الفصول قبلما يمضي تواطئ مع خريف غير عابئ بالجفاف وبالنضوب......

وأنا أقاوم كي لا يواريني الذبول......
أفرش الحلم على ضي السطور.......
......وأحرض القلم على نقش الضياء قصيد وهج
فلم تعجلت القطاف.......
وأزاهير روضي تناغم الندى في حديث أخير......
....قبل احتفالية الاخضرار
والفراشات تنطلق من دمي......
.......تلاحق المدى المرواغ والأفق يشهد
وإلى ظلالك رويدا رويدا...... تنتمي
ونوار حلمك كاد أن يلامس شغاف قلبي.....
وكدت آوي إلى خيمة الدفء فيك......
وعلى مهل......أحضن النبض الوليد
فلم تعحلت القطاف......
وذاك الليل يتمطي حنينا.......
.......حين النجم ينشد مجرات النداء
وأنا....على حافة الوقت أقبع
أحصي عمرنا الغارب ......
.......وأرقب الساعات علّنا نعانق شمسنا قبل الأفول
أوشوش زنابق الحلم أن ربيعا على وشك القدوم.....
فلم تعجلت القطاف......
والآوان يهادن أشواك المحال ليطلق طيور النبض فينا.....
فمن أنبأ الريح أني أوشكت أن أشرع نوافذي العنيدة.....
وأني قاب دهشة أن أحلق في مداك......
......عصفور عشه جنبات روحك
هل كنت أنت من فاوض الصمت عني .......
وهل كنت أنت من أعاد طفولتي إليه تركض ......
وعلقت قمرا في عيوني لمواسم الوهج الآتية من بين السبات......
هل كنت أنت من هدهد ثورات غضبي فاستكانت.....
وهل كنت أنت من خاض موج يمي ينشد الغرق أن يدنيه مني......
ويجادل الشواطئ أن ترتحل حيث البعيد......
وأنا في دهشة اللحظة يذهلني التساؤل.......
كيف التصقت بجدران حلمك......وكدت أطأ مرفأك
وكيف اجتاحني عصفك وأنا على أول الدرب أخطو إليك تربكني المخاوف......
أتساءل كيف تركت المجداف والموج عات......
أرقب الشراع تتقاذفة نوة الحيرة.....وأعلم أن الوجهة إليك
كل مافيّ كان يتجه نحوك......
فلم أردتَ انتزاعي مني قسرا .....
وأردت تنهبني من جذوري دون رفق......
دون هدنة بيني وبين انتماءات البداية......
لم تمهلني لأفك شيفرة طوفانك فأمنحك نهري......
أسلمتني لمتاهة التساؤل تشدني للبعيد.....
هل كنت أنت من سحبني من جب السكون ورشني بالفرح ......
ورتب فوضى التيه التي استهلكتني سنوات عجاف......
ونقشني خطا في يديه ....جعله قِبلته الأخيرة
وبين ضلوعه اختزن طيفي ينادمه حدّ الثمالة......
هل كنت وهما مر بي......أم كنت عصفا لم أعيه
أنا بين آلاف المرايا أبحث عن طريقٍ......
ويدي في فراغ يشتتني انشطاري......
صوتك الحاني من علق فيه مقصلة......
ومن بدلك فصرت بركانا من الأسئلة.....
وأنا حيرى بين ملاذ قلبك وحريق عقلك.....
أنا القابعة في حقول الهشيم يذريني الرماد.....
وأنت الغيم المحمل برسائل المطر......
كيف لم تدرك فيّ مخاوف الغرق......
بل كيف لم تمهلني أن أقرأ الوقت المتاح قبلما يؤذن للنهاية......
ولم تعجلت القطاف.....
.....فانشطرنا ألف ظل في كسر المرايا !!!

*منى عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.