الصفحات

أحساَن ــ مسرحية قصيرة ...**عبير صفوت


الشخوص

أحسان : رجلأ ، يبدو علية الحذاقة والنهم والتجربة
ملابسةشديدة الثراء ، بأحدي يدية سيجار فخم ، يجلس علي كرسي ومنضدة فارغة الا منفضة سجائرة .


المحقق .
أثنان من الرجال .
صوت إيحائي .
.......
يستمع احسان إلي الصوت .
أحسان....أحسان....
يستمع ، يردد :
كلمة قديمة بهتت من كثرة الأستخدام ، هاهنا مصيري بين لفافة التبغ المخدرة وقداحة العهر بأعقاب السجائر.
أحسان .
يستمع ، يعترض .
لا ..لا أحتمل ، أبتعدي عني إيتها الملعونة ...أخرجي من رأسي المريض...من انت ؟!
يردد الصوت .
ههههه..هل نسيتني.
ينظر حولة بزعر .
وكيف أنساك وانتِ تمضي الأوقات التعيسة علي ضريح نخوتي ... يتذكر .
من كان هو ...من ؟!
أبرياء من قالوا انة أحد الأقارب ياخالتي الموصومة ، لكن ماذنبي انا يتيم الأب وللأم منذ فطام .
يردد الصوت .
أحسان .
يثور .
لا، لا ...كفا بهذا العهر...انا أحسان الذي ورثك وتسلم نقودك...الأن تستطيعي ان تتلاشي ...تتلاشي الي الأبد ..بلا رجعة..ابدا .
ينظر إلي المنضدة بإغواء قائلا :
مرحي إيتها الأدخنة اللاهسة....هههههههه...يستمع إلي الادخنة :
ماذا تقولون ، ها ، هل تجرأتم ؟!
ماذنبي ؟!
ماذنبي ؟! حين أخذني إليها ، كانت تجذبني شياطيني ، ترسم الطريق بلحظة الظلام الدامس....كانت تتراقص كالثعبان ...ما هذا ؟!
هل تتلاعبِ بي أيتها الأدخنة اللاهسة..ماذا تصنعين لي ...هة يا ويلي ، هي ..نعم هي جثتها مازالت تنتفض..
كنت مغيب ، كنت متوه ، قال جسدي هي حبيبتك ، اليس كذلك ياحبيبتي ؟! الراحلة .
ينظر الي رمزية الراحلة في تجسيد الادخنة لها :
كيف لم أعي أنها من الشرفاء ، كيف يأخذني الغرور ورغبة مسفوحا علي وجهي ، اه اه لم اكن اقصد ، متهم أنا لا محالة .
يصتنت.
اه ااااسمع اقدام ...
يرتجف...
لا يصدق.
لا ...لا ..هل علم المخفر ؟!
لكنها بالأمس كانت وحدها ، نعم وحدها....كانت ترتدي الثوب الحريري الشفاف....لا..لا..ابتعدي إيتها الذكري ...لا أتذكر...لا أتذكر...كان من الحرير الهندي الاحمر...ياويلتي كم انا ضعيف امام هذا الألهام...
يهتف الصوت من جديدي .
احسان....احسان...
.لا ليس من جديد...ليس من جديد...تلك المرة كان صوت حبيبتي....أحسان جاءك يامحبوبتي...ماهذا ؟! تتمنعين؟ لماذا؟!
الم يكن بيننا حب..الم تكن غايتنا الوعود...لا تبتعدي لا ترحلي....
.احسان ...احسان....
خائنة مثلها...خالتي تعود من جديد....هي تخطاء...وانتِ تتطهرين....انت خادعة...خالتي الخادعة....وانا حبيبك الذي سيطهرك من الخيانة..
يبتعد احسان يتلوع ، يتنكر .
لا...لا ابتعدي ايتها الذكري ...تري لم تمت ....إنما ..اسمع اقدام...نعم اسمع صوت اقدام..
يصدر نقرا حاد ، ينتبة احسان ، يتسأل بلهفة .
من...من ، لا يجيب احد ، يعاود السؤال باصرار .
قلت من ؟!
يهجم علية ثلاثة من الأجساد الهائلة .
يقيدوة قائلين : لا تحاول الفرار ايها القاتل.
.......

يجلس احسان منكس الراس ، يهيم في البراح.
يسألة المحقق: مااسمك.
يردد صوت في البراح وهو يضحك...احسان...ههه..احسان..ينظر احسان اتجاه الصوت ويقول برفق : أحسان .
يسألة المحقق: كيف تمت الجريمة يأحسان .
ينظر أحسان الي المحقق في هدوء قائلا: هل تقول البصمات أنني القاتل ؟!
يقول المحقق: نحن اللذين نسأل .
يصمت أحسان ، ثم يصر بعناد: ليس هناك أدلة .
المحقق في استغراب : كيف عرفت ذلك .
يؤكد احسان لأنني لست القاتل .
المحقق بإصرار ايضا. : يقول الشهود انك كنت تتواجد اثناء الجريمة .
يلاحقة احسان : وتقول الشهود ان الذي خلفني المجيئ هو الحارس .
يضحك المحقق بسمة زائفة ويقول : لبد من ثغرة .
يصمت احسان ، حيث يعاود الي محبسة .
وتمر علية الايام ، حين يطلبة المحقق ، حين يقول له وهو جالسا : دائما سنكون معك ، انظر لتلك الظل .
ينظرة احسان قائلا : انما الظل احينا ينفصل ،
يتعجب المحقق : قائلا بسخرية واصرار وعناد : الظل لن ينفصل ابدا .
يؤكد أحسان ، بل ينفصل عند الموت .
يخرج المحقق من ثورتة مشاركا عنادة : اراك سعيد الأجواء .

ولما لا ؟!

يقولون انك برئ .

احسان بثقة قالت نفسي كذلك .
المحقق : انت برئ وحر ، انما اعلم ان وجهك يقول عكس ذلك .
...........

يجلس أحسان يتذكر ، ينظر لباب اخضر يتحول اللون إلي اسود ، تظهر جثة ملقاة ، يصرخ يرتعب ، ينظر حولة يتهاتف : لا احد الأن .

يدخل رجلان ضخمان ، ينظفا مسرح الجريمة من الادلة .
يقوما بتنظيف أثر البصمات المطبوعة علي الجثة ،
الرقبة الأرجل الأظافر العينات المتساقطة الهلام الملاصق ، البحث عند كدمات ، إزالة اي اثر للعنف ، قاما الاغتسال بالجثة ثم أعادها ، ينظرا بعدسة مكبرة اي لثام علي الاماكن الشبقية ، يمسحون اسطح الحوائط المتلامسة ، ينظفون الاكر ، المداخل ، المناضد ، مساحة مسرح الجريمة ، من اي شئ يدل علي وجودة ، وينثرو رذاذ يتلاشي اي رائحة بأثرها تشير باصابع الجريمة ، ويطلبون منه الخروج محزرا الا يراه أحد ، وان يتخلص من ملابسة ويقلم اظافرة ويداوي جروحة اذ وجد ويمسح اي أثار في جسدة من انفعال .

ينظر أحسان ، كأنه يعيد شريط الذكري ، تختفي الجثة ، ثم تظهر جثة خالته ، ثم تختفي .
يجلس يشعل سجار ، ينظر للباب ، يتلون للأخضر .
يتنفس الصعداء .
يقهقة ، يقهقة .
يجهر .
انا برئ ، حقا انا برئ .
ينظر للبراح يري حارس عقار حبيبتة يبكي، ويقول :
ولادي ، ولادي يابية ، من يربيهم بعدي .
يقترب أحسان قائلا وهو يقذف بوجه رزمة من الأموال : هذا ما سيهتم بهم .
يختفي البواب .
يقهقة احسان ، يقهقة ، انما يتفاجأ بصوتان يتبعاه .
احسان ...أحسان .
يصرخ .
من...و من....لا ..لا .
احسان...احسان...
قلت لا..لا...لقد قتلتم....لا ...لا .
ينكمش وينتفض ، ويخور في كيان نفسة كاطفل ، يبكي ويجزع ويلتف حول نفسة ، يردد الصوت
أحسان.....احسان.
يقتنص منه ، حتي الوفاض الأخير .
تمت

*عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.