الصفحات

ما قبل الضمير ـ قصة قصيرة ...** بقلم عبير صفوت


تعدي التوقيت ما قبل الضمير ، خلف المقعد أربطة مغلفة من النقود ، انا لم أقتني ثروة ، انا أقتني نتيجة عمل ، لا يهم اكون مشيدا او هدام ، فكان أبي يأكل وينام بدون حتي ذكر الله ، لما اشعر بهذا الأمر الذي يقولون عنه الشعور بتأنيب الضمير ، الحقيقة لم يعاتبني
الضمير عندما كنت ابيع الأشياء باثمان مرتفعة ، او اري الشاري يكاد يبكي ، لم اري يوما معني وعكة القلب ، الرثاء ، كان أبي لا يعرف الرثاء او العطف ، لا يتحدث عن الحقوق ابدا ، في نصابة امي ، تأكل وتشرب وتنام وتضحك .
وتقول : الحياة راحة .
كنت اتسأل: من اين تأتي الراحة؟!
كانت تقول : من المال والصحة .
لم اري امي تقول عن الإيمان كثير ، الحقيقة انا ايضا لا اعرف عن الإيمان كثير ، الا يوم الجمعة اذهب مثل الأخرين ، اصلي مثلهم ، احمد الله مثلهم ، وقد صادفتني تلك المشكلة ، وهي ان توجهت اليا عيون الحقوقين لاهدار المال العام ، قال صديقي : عليك بغسيل الأموال .
قلت : كيف ياصديقي ؟!
اشار عليا : بناء الجوامع ، عمل مستشفي ، او دار أيتام .
قلت : بدي لي الأمر غير نافع .
قال : استمر انت في طريقك ، ودع أعمالك الخيرية ستار للباطن .
قلت: فكرة صائبة .
حبزت الفكرة كثيرا ، إنما لا ادري لما اشعر بهذا الأرق والشعور بالعذاب ، تسألت بنفسي : أجابت إنها معذبة .
قال لي الشيخ: انني قريب من الله بهذه الأعمال .
في حقيقة الأمر ، لم أري نفسي بالقرب من شئ ، الا بالتغلب علي الأخرين في الصفقات ، واتمتع وهم منكسرين يعتلهم الذل .
حتي الأن مازالت أفكر ، كيف استغل هذه النقود ، في غير الأعمال الخيرية ، لتموية المترصدين لحركاتي .
بينما احاول الشعور بهذا يتبعني ، وأنا استمر في مواصلة النتيجة .

*عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.