الصفحات

رسالة حُبٍّ إلى قاسية العَينَين ...** شعر : د . طارق حســن


يا ويحَ عَينَيكِ ما أقسى قلوبَهما. إذ أبصرَا الدمعَ من عينَيّ منسكِبا
فغضّتا طرفاً عن مدنَفٍ شوقاً و صدَّتا ولِهاً جوىً قدِ انتَحَبا


لو كان للحُبِّ نهيٌ في جُفُونِهما يَوماً و أمرٌ لما أورَثنَني كُرَبا
لو كنتُ أعلَمُ أَنَّ الحُبَّ مَسقَمَةٌ. كُنتُ استَشَرتُ أطبّاءاً بها ، نُجَبَا

لكنّها الأقدارُ قد رمَتني في. غَرام مَغرورَةٍ ، بِحُسنِها مُعجَبَـــة
استَوطَنَت في شَغَافِ القَلبِ حاكِمَة جَارَت بِهِ وَ استَبَدَّت ، أَمعَنَت سَلبَا

حَتَّى غَدَوتُ أَسيرَ هِدَابِها سَمِعَاً طَوعَ البَنَان ، وَ في حَضرَتِها أَدِبَــا
فَالذُّلُّ في مِحرابِ جَمالِهَا عِــزٌّ و العِزُّ لَدَى سِوَاهَا لَم يَكُن مَطلَبا

قَد شابَ شَعرِي و َ ما شَابَ بِها مَطمَعي. أَفدي بِعُمرِي فَتَاةً حُبُّها وَجبَــا
في قَلعَةٍ مِن سِهَامِ العِشقِ تَحَصَّنَت. وَ رَمَت قَلبي سِهَاماً مِنها صُوَّبَــــــا

يَا قَلعَةً عَــزَّت وَ استَعصَى فَتحُهـا جَنَّدتُ شِعري ، عَلَى أبوابِهَا انصَلَبَا
دَهرَاً تَرَهبَنتُ في دَيرِ العُيونِ عَسَى. في جَنَّةِ القُربِ مِنها أَنَالُ الأرَبَــــــا

مِن غَيرِ ذَنبٍ رَمَتني في جَحيمِ الهَوَى شَفَّعتُ حُبِّي ، وَجَدتُ قَلبَها خَشَبَــــــا
يَا قَاسيَ العَينَينِ ارأَف بِمَن قاسَى مِن جَورِهِنَّ وَ كُن جاراً لِمَن غُلِبَـــا

آمَنتُ أنَّ هَـــوَاكَ قَضَــــاءٌ لا مَرَدْ دَ لَهُ ، وَ قَضاءُ الإِلــهِ قد كُتِبـــــا
فارحَـم رَحيمَاً تَنَــل من رَحمَةِ الرَّحـ مَن مَرحَمَــةً ، عَسَى رَحَمَــاتُهُ صَبَبَــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.