الصفحات

حدِّثني أيُّها العابرُ ...**ريتا الحكيم


لم يكن عليَّ أنا الغريبة
إلَّا أن أسندَ للحزنِ كتفَيهِ المُتهدِّلتَينِ
وأحلقَ لهُ ذقنَهُ الخشنةَ

أن ألقِّنَهُ أبجديةَ الموتِ
لكنَّ هذه البلاد أمعنتْ في عُريِها
وحشرتْني بين ضفَّتينِ
بلَّلني النَّوى
وبقطعةٍ من غيمةٍ جفَّفتني الأيَّامُ
//
لكلِّ غريبٍ عبرَ مجرَّةَ النَّأيِ
أهبُهُ ذاكرتي
ليعجنَها بدفءِ النِّهاياتِ المحتومةِ
وصقيعِ البدءِ في التَّحضيرِ لها
//
لكلِّ أرضٍ لامست مُخيِّلةَ الفقدِ
واستباحتْ أسرارَ الغيابِ
أكتبُ قصيدةً
وأودِعُها صندوقَ السَّماءِ
لتصلَ إلى الله
//
ربَّما تَحيدُ عن مسارِها
وترتمي في حُضن الأزرقِ المالحِ
أو تغدو موجةً مُكلَّلةً بالزَّبدِ
تجترُّ رمالَ أوهامِنا على شواطئِهِ
وتتركُ للزَّمنِ فرصةً ليتخثَّرَ في أوردةِ الفراغِ
//
حدِّثني أيُّها العابرُ..
عن خطواتِنا الهاربةِ منَّا
عن قمصانِ الرَّغبةِ حين نفكُّ أزرارَها خِلسةً
وعن شغفٍ يسكنُنا مُذْ سقطَ آخِرُ زرٍّ
فتماهَينا، وفي قاعِ التَّلاشي معًا هوَينا

*ريتا الحكيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.