الصفحات

نصوص من الادب الاموي


نصوص من الادب الاموي - حسين احمد عطوان

فَكَّرْتُ منذ زَمَنٍ بعيدٍ في أنْ أخْتَارَ مَجْمُوعةً من عُيُونِ الشِّعْرِ والنَّثْرِ في العَصْرِ الأُمَويِّ، أضَعُها بينَ أيْدِي الباحِثينَ وطُلاَّب العِلْم، وتكونُ كالمَرْجِع يَعُودُونَ إليه ويُفِيدُونَ منه، فقد كنتُ أَجِدُ صُعُوبةً شَدِيدةً في تَوْفِيرِ نُصُوصِ الأَدَبِ الأُمَوِيِّ لِنَفْسي ولِطُلاَّبي في كُلِّ عامٍ دِرَاسيٍّ.

وظلّ هذا الأمْرُ يَشْغَلُني في الحِينِ بَعْدَ الحِينِ، ولكنَّني لم أُجاوِزِ التَّفْكِيرَ فيه إلى العَمَلِ لإنْجَازِهِ. فلمَّا اشْتَدَّتْ حاجَتي، وحاجَةُ طُلاَّبي إلى تلكَ النُّصُوصِ، حَزَمْتُ أمْرِي، وشَرَعْتُ في مُراجَعةِ المَصَادِرِ والمَظَانِّ المُخْتلِفةِ، ولم أزَلْ أنْظُرُ فيها، واخْتَارُ منها، حتَى اسْتَوْسَقَتْ لي مَجْمُوعةٌ كَبِيرةٌ من الشِّعِرِ والنَّثْرِ في العَصْرِ الأُمَوِيِّ.
وَوَزَّعْتُ تلكَ المَجْمُوعةَ من النُّصُوصِ بينَ قِسْمَيْنِ، أمَّا القِسْمُ الأَوَّلُ فَأفْرَدْتُهُ لِلشِّعْرِ، وهو يَتَضَمَّنُ قَصائِدَ ومَقْطوعاتٍ مِنْ رَوَائعِ الشِّعْرِ الأُمَوِيِّ، تُمثِّلُ بيئاتِهِ الأدَبيَّةَ المَعْرُوفةَ، وأغْرَاضَهُ المَوْضُوعيَّةَ المُتَعَدِّدَةَ، واتِّجاهَاتِهِ الفَنِّيَّةَ المُتَنَوِّعةَ، فهو يَشْتَمِلُ على نُصُوصٍ مِنَ الغَزَلِ الصَّريحِ، والغَزَل العُذْرِيِّ، والمَدْحِ، والرِّثاءِ، والنَّقائضِ، والسِّياسةِ، والحَرْبِ، والظُّلْمِ والشَّكْوَى، والتَّمَرُّدِ والتَّصَعْلُكِ، والنَّهْرِ والبَحْرِ، والزُّهْدِ والوَعْظِ، والخَمْرِ واللَّهْوِ.
وأمَّا القِسْمُ الثَّاني فَخَصَّصْتُهُ للنَّثْرِ، وهو يَضُمُّ خُطَباً ورسائلَ مِنْ جَيِّدِ النَّثْرِ في العَصْرِ الأُمَوِيِّ، تُصَوِّرُ أهَمَّ فُنوُنِ الخَطَابةِ والكِتابةِ، فهو يَحْتَوِي على نُصُوصٍ مِنَ الخُطَبِ والرَّسائِل، لِلْخُلَفاءِ والعُمَّالِ، ورِجَالِ السِّياسَةِ، وأصْحَاب الكَلاَمِ، والعُلَماءِ والفُقَهَاءِ، مِنْ أهْلِ البِيئَاتِ الأَدّبِيَّةِ المَشْهُورَةِ.
وَوَثَّقْتُ جَمِيعَ النُّصُوصِ التي اخْتَرْتُها، وَوَضَّحْتُ الاخْتِلاَفَ بينَ بعض رِواياتِها، وأصْلَحْتُ الأخْطاء التي وَقَعَتْ فيها، وشَرَحْتُ الصَّعْبَ مِنْ أَلْفَاظِها، والغَرِيبَ مِنْ مَعانِيها شَرْحاً وافيًا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.