الصفحات

ســت الحبـــايـــب ...**صلاح احمد


ألقــى بجسمــه المنهـك على الأريكــة العتيقـــة البـاليــــة......
تناهى الى سمعه صوت السيدة فيروز....
- أمي يا ملاكي ياحبي الباقي الى الأبــد...

أشعـــل سيجـــارة .....نفســـا عميقا مــلأ رئتيه المنهكتين.....
مثلــت أمـامـــه الأيـــام الخــــوالي بمرها و مرهــــا...
مثلـــت أمــامــه بكــــل تفــــاصيلهــــا....أدق تفـــاصيلهـــا...
- و لا تزل يـداك أرجوحتي ولاأزل ولــد...
يومهــا كـــان في الرابعة و لم يكــن ليدرك ان والــده رحـل الى الأبــد..
و أنه لـن يراه بعـد الليلـــة الى الأبـــد..
أنتــزع من أمـــه ....التي رحلت الى بيتهـــا الجــديــــد .
الى حضن رجـــل آخر ...ليـــس والــــده و لن يكــون بالتـــأكيــد.
أقــــام في بيت جــــده......
- أمي يا نبض قلبي.....نــدايـا ان وجعـت......
يومها ضغطت على يــده الغظة ، فهم من كلامها ان لا يحمل نفسه مشقة زيارتها.
وأنها هي مـن سيزوره من حين لاخـــر...
لـــم يكـــن رأيهـــا ربمـــا....و ربمــــا.....
زيـــاراتـــه المتكـــررة سببت للمسكينة ازعــاجـا ربمـــا...
سيجـــارة أخرى....نفســـا أعمــق ...
يـــداهـــا أرجـــوحـــة ولد اخـــر غيــــره...
قلت زيــاراتهــا لبيت الجــد...ألـــم به أحســاســا غــريبــا ، أحــس بأنه لــم يعــد يمثـــل لهـــا شيئـــا ، لــم يعــــد يهمهــا أمــره .شعــــر بهـــذا يـــومهــا .
أخـــذتهـــا مشاغـــل الـدنيـــا و زحمتهـــا...
لـــم يعـــد قلبهـــا يتســـع لـــه، بعد تزاحـم الوافديــن الجــدد عليــه....
أو هكـــذا أحس يــومهـــا.إحســاســا خــاطئــا تمنــاه
لــــو لـــــم .....اه لــــو لـــم.......لبقيت يــداهــا أرجوحته الى الأبـــد..
و لبقـــي ولــدا الى الأبـــــد.......لـــــو....لــــــم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.