الصفحات

عنقاءُ الوجود ...**شِعر: د . مُهنّد ع صقّور


إلى " بلفور العصر " .. الشّيطان الأمريكي الواهِم " ترامب " .... استيقظْ أيّهَا الحالِم .. فمشروعُكَ لنْ يَمرّ .. وصفقتُكَ خاسِرةٌ ... والنّصرُ لسوريا لا محالة ... فالجولانُ الرّوحُ .., واللواءُ القلب ... فلا تأخذنّكَ الأوهامُ بعيدا ..

وَطَنٌ عُرَاهُ يشدّهَا " القُرآنُ "
هيهات يَمزقُ شَملَهُ : الطّغيانُ


وتُرابُ أرضٍ لمْ يُدنّسْ طهرُهُ
أبداً فَنسغُ جذورهِ : إيمَانُ

أرضٌ أقامَ اللهُ فيها عرشَهُ
وَلَسوفَ يَبقى فعزمُها صوّانُ

أرضٌ وكَم سَجدَ الزّمانُ لِـ" شَامِهَا "
هي " سُوريا " : التّاريخُ والإنسانُ

لا تَعذلوني إنْ فُتِنتُ بِحُسنِها
فالحُسنُ في قسماتِها فتّانُ

هِي شَامةٌ في خدّ " آدَمَ " لم تزَلْ
تزهو بِها وبسحرها الأزمانُ

" تشرينُ " عَانَقَها وكفكَفَ دَمعَهَا
ولَسوفَ يحضنُ خَصرَها : " نيسانُ "

إنْ رَامها بَغيٌ وراودَ حُسنَها
ويل امّهِ فجزاؤهُ الخُسرَانُ

أو رامَ خطفَ البِكرَ مِنْ تُفّاحِهَا
فليخسأنّ.! فحُلمهُ هَذَيانُ

فهيَ التي مُذ كوّنَ اللهُ الدّنا
إلّا لنا ما اختارها الرّحمنُ

وأنَا ابنُهَا وهُويّتي سُورِيّةٌ
أسمو بِها فلتسمعِ الأكوانُ

مِنْ " قاسيون" المَجدِ مِنْ " بَردى " الهوى
نَسَبي وحِمضُ عُروبتي " قَحطَانُ"

والصّامِدونَ بِـ" جِلّقٍ " هُمْ إخوتي
وسلاحُنا : " الإنجيلُ والقرآنُ"

الحارِسونَ الفجَرَ نحنُ ولم نزلْ
حُرّاسهُ والشّاهِدُ : الميدانُ

***
في " ميسلونَ " حِكايةٌ أعجوبةٌ
عَنْ " يُوسُفٍ " لم يطوها النّسيانُ
زَحفَ الوزيرُ غَداةَ " غورو" عربدتْ

في نفسهِ الأحقَادُ والأضغَانُ
نَادتهُ مِنْ شُرفِ الخلودِ ملائِكٌ

وحبَاهُ بُردَةَ قُدسِهِ " رضوانُ "
" وادي جهنّمَ" لم يزلْ أسطورةً

والشّيخُ " صالحُ "فجرُهُ الرّيانُ
يَومَ انبرى لِلمُعتدينَ وخلفُهُ ..!

مِنْ أهلِ " بَدرٍ " ثُلّةٌ فرسانُ
وعلى خُطا " ابراهيم " سارتْ " إدلبٌ "

والنّارُ تلظى .., والمدَى بُركانُ
وإذا بِـ" حمصٍ " رنّحَ " العاصي" أسىً

زحفتْ تُهدهدُ حُزنهُ " حورانُ "
وإذا استُبيحتْ " أبجديةُ " شَاعِرٍ

فَلَها بِـ" جبلةَ " مِعجمٌ وبيانُ

ولها الشّهادةُ سُنّةٌ وعقيدةٌ
ولَهَا معَ الدّهرِ الحرونِ رِهانُ

" خنساؤها " أغلى القصائِدِ لو دروا
فبِكُلّ بيتٍ شَامِخٍ قِربَانُ

أُولاءِ يَا وطني رموزُكَ إنّهُم
في كلّ سَاحٍ لِلفِدا عُنوانُ

قَدْ حرّروا المِيزانَ مِنْ عُطلٍ بِهِ
حتى استقامَ وأُصلِحَ الميزانُ

هِي ذي " بلادي" قِصّةٌ أزليةٌ
اللهُ يحكي والورى ندمانُ

وبِهَا تَغنّتْ " خولَةٌ وبُثينَةٌ "
وبها استطال على الورى " غيلانُ"

***


يَا " ضَيغَماً " في " الشّامِ " تَحمي غيلَهُ

" أُسُدٌ " وتحرسُ جوّهُ " العُقبَانُ"

اليومُ يَومُكَ قَدْ تكشّفَ غيبُهُ

وزَهتْ بِهِ وبِفجرهِ الأوطَانُ

عَادَتْ " قُريظَةُ " و" ابنُ ودّ " و" مرحبٌ "

واستَنفَرَتْ ذُؤبَانَهَا العربانُ

وعلى " دمشق" تَكالبوا وتسابقوا

طُغمَاً يقودُ عُلوجَهم " هَامانُ "

"والقُدسُ " دنّسها الدّعيّ ورهطُهُ

فبكتْ على أجراسِها الآذانُ

أمّا " العرَاقُ " فتِلكَ آخِرُ قِصّةٍ

غرِقتْ بأحمرِ " طفّهَا " الشّطآنُ

وهُناكَ في " يَمنِ السّلامِ" مجازرٌ

ومحارِقٌ يندى لَها الوجدانُ

وطرائِقٌ في القتلِ يصعبُ وصفُها

أفتى بِهَا " هُبلُ الخنى " سلمانُ"

هِي ذي العُروبةُ مِنْ قديمِ زمَانِها

حُكّامُها : الخِصيانُ والزّعرانُ

فإذا بِـ" عبسٍ" جهجهتْ شمسُ الهُدى

هرعتْ لتُطفئَ نورها " ذُبيانُ "

هَيهات تُفلِحُ أُمّةٌ في سيرِها

مَا دامَ يفرقُ أمرَهَا الغلمانُ

***

يَا " شَامُ " مَا بَالُ الأُلى ربّيتِهِم

قد أنكروا ضرعَ الحَنانِ وخانوا .؟

قَلَبوا لكِ ظَهرَ المِجَنّ وأسرفوا

في غيِّهِم وتأمركَ الإخوانُ

أعمتهمُ " اسطنبولُ بَاشا فاغتدوا

" عُبدَانَهَا " وليخسأِ العُبدَانُ

مِنْ كُلّ فَجٍّ أسرجوا بُعرَانَهُم

حتى اشتكى واثّاقلَ البُعرانُ

هُم عُصبةٌ لِلشّرِ دَبّ دبيبُهَا

ومَشتْ يقودُ جموعَهَا البُهتَانُ

عَقَدتْ معَ الشّيطانِ عقدَ قِرانِها

كالمُومِساتِ ففرّخَ الشّيطانُ

فإذا بِهم : نسلُ العواهِرِ كُلّهِم

أحفادُ " كولدا " جدّهُم " دَايانُ "

***

وَطَني وأنتِ اليومَ أمنعُ جانِباً

مَهما عليكِ تكالبَ العُدوانُ

لَا زِلتَ " نسغَ" عروبةٍ وأصالةٍ

مَهمَا استَطَارَ وَعَربدَ الهُجنانُ

ولسوفَ تبقى حَربَة اللهِ التي

كُسِرتْ بِعزمِ " شآمِهَا " الأوثَانُ

فالشّامُ " عنقاءُ الوجودِ"وقلبُهَا

ذاكَ " اللواءُ " وروحُها : " الجولانُ "

*شِعر د . مُهنّد ع صقّور
جبلة .. سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.