الصفحات

باقات زهور ...**وسام السقا

تجمعت مفاتن الزهور وروائعها بباقات، فنسقها وعرضها بائع الورد في معرضه، وذا يوم دخلت تلك الجنة، لأشتري من الورد باقة، لصديقي الذي خرج بعد وعكة صحية من المستشفى، وقفت حائراً، متأملاً الجمال من حولي، فسحرتني الورود بألوانها، وأخترق أنفاسي عطرها، وضاع الاختيار بين المفاتن والألوان، وأي باقة باهرة ساقْتَني، إحداهما اجمل من الأخرى، وفجأة أمتلئ الدكان نور، فحادَ نظري عن الزهور، نحو البهاء الساطع، فإذا بصبية كبدر البدور، غصن غَضّ، زهرة ربيع بجدائل أنوار الشمس، ذاب قلبي وهام ببريقها، فسقط من شدة الإعجاب، وضاع بين باقات الزهور، وبنظرةٍ حالمة، مزق جمالها رايات الصمت في دروب تأملاتي، ولملمتْ بسحرها نفائس حياتي، وبخفة
تقدمة نحوي، وقالت بهمس الويل لك من تلك النضرات، فتأجج سعير كياني، وتفجرت براكين التحدي، وبشوقٍ وددت لو احضنها لثواني، واكسر شوكة النيران، لكن الخوف قيدني، فقلت ذلك هو الأتون والهوان، يا لكَ من مراوغ أيها القدر، وضعت زنبقة في طريق حياتي، ساعات من الخيال مضت، لكنها ثواني، طال فيها شوط التأمل والنظرات، عقلي يستعجل الرحيل، وكياني ثابتا في مكانه، ويهمس الشعور ليقول، كيف نرحل ونترك الشهد، وتلك الشفاه العذبة قد تحتاج إلى القبل، بينما الأحضان ما زالت تتأجج بنيرانها، ضحكة الفتاة، والوجه كشمس الصباح منير، قالت تعال أيها الوسيم، وخذ قلبك، لقد وجدته في أروقة زهوري، ومدت ذراعها، والقلب مسرور فرحان في كفها، وبطرفة عين، احتضنني سحر أحاسيسها، وفمها قرب شفاهي، أكلني الخوف، وهي ملتصقة على صدري، خشيتُ أمها أن ترانا، فتبادلنا أرقام الهواتف، وبعدها بدأت حوارات الحب والغزل ولقاءات الود والغرام، فزاد ذلك من نصوع الجواهر، وعظم شأن الحب، فقال فؤادي قد انتهت ساعات الشوق، وحانت ساعات الفرح، فطرق بابها خاطباً، فذهبت بباقة الزهور، وقلت يا أهل الدار، هل تعطوني قمركم، ليضيء ليلي، وينير حياتي، وبفرح تم المراد، وارتدت بدرنا خاتم الخطوبة وأطلقت الزغاريد، وأصبحت نور الصبا، هي الحب والزهور، ونبراس الدار، وعشق العمر، وفي خضم ما جرى، كنت قد نسيت صديقي، والزهور التي كنت أنوي أرسالها له، وأصبحت باقات الورد من نصيب العرس وعسل حياتي.

*وسام السقا
 العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.