*سمر الكلاس الفقر هو الوحش الكاسر لهذا التدفق البشري في ساحة باب الجابية.. مشاهد يومية لنسيجٍ بشري، ببعد إنساني دمشقي في غياب التكنولوجيا، التي جسدتها شخوص الرواية في زمن الأصالة التي تتسم بالبساطة والطيبة، بدلالات اجتماعية متوارثة لبيئةٍ شعبية بنكهة الموسيقى التي تتماهى مع أحداث الرواية بزمن يحدده عمر طفل البسطة.. مع تفاعل الناس بالأحداث السياسية في زمن الانفصال والأثر الواضح الذي يخترق النفوس لتطفو الكآبة على سلوكياتهم وملامح الوجوه.
أبو طنوس وطفل البسطة.. كانا بمثابة فيس بوك الحياة العصرية
في ذاك الزمان.. جسدا الانطلاقة اليومية للجموع الشرية.. بمثابة مواقع التواصل الاجتماعي وعدسات التصوير التي توثّقها العين البشرية بجميع الأحداث و تتناقلها بمختلف أبعادها الإنسانية.. التي لابد وأن يكون لها أثر في العمق الإنساني في الذات الداخلية لأبو طنوس وطفل البسطة
سميرة ونهاد زوجان جسدا وحدة الوطن القومية، العاطفية، والدينية.. فلا فرق بين مسيحي ومسلم في حضرة الحب… لكن الضغوطات الاجتماعية كسرت هذا الارتباط العاطفي وانتهى بعودة نهاد إلى السماء كغيمة ممتلئة بالدموع
ضبع الليل.. الذي علق عثراته وسلوكه الاجرامي على مشجب الفقر وسوء التربية، والظلم الواقع على النفس البشرية.. فقد جسد مواطن الشّر في المكان والزمان.. ولم يكن ضبع الليل هو الشر الوحيد بالمكان.. بل كان معه كل من يستنزف جهد العمال وعرقهم.. فهل ينتهي الشر بموت ضبع الليل..هذا ما يحدثنا به الراوي..أن للشر أصابع تنمو ما دام الخوف يحتل النفوس
الأخرس وعزيزة.. الصحفي وغيثاء.. حكاية حب لكل أثرها البيئي، و بصمة مختلفة للذات البشرية
هي ذي الرواية في الساحة الأم، الجامعة لكل تلك الحكايا..
أحبتي أدعوكم لقراءة الرواية الرائعة "في حضرة باب الجابية".. "طفل البسطة" للأديب الروائي أيمن الحسن مدير التأليف بالهيئة الذي كتبها بلغة رفيعة وعالية.. وسرد محكم لوقائع الشخصيات.. حمّل فيها هموم البسطاء التي قد لا تنتهي مع التطورات الجلية للمكان والزمان..
الصديق الرااائع الأديب الجميل أيمن الحسن.. شكرا من القلب.. لهذا السرد الشيق و الرااائع و لتلك المعلومات المكتسبة من تفاصيل الرواية عن المكان في ذاك الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.