الصفحات

شاطئية ...**داغر عيسى أحمد

وجاءتْ
من الشاطئ القصيِّ
في الضحى
نسائمَ بحرٍ
ترفُّ على أجنحةِ نورسِ...
ولمّا دنتْ والموجُ يلفُّ خصرها
أضحتْ لموجاتنا
شطاً رقيقَ الملمسِ..

جاءتْ
والقدُّ رهيفاً كغصنٍ ينحني

من لمسِ الندى
أو هسيسِ النرجسِ..

والعينُ:
ينبوعُ حبٍّ في وجهها رُسِمَ
بيدٍ وفتوى...
منَ الخالقِ المهندسِ...

والوجةُ:
تباركَ الرحمنُ في حسنهِ
مغناجٌ
يكلّمُ القلبَ-أنّى شاءَ-
دونَ حرسِ..

والصوتُ:
...رقيقاً،آيةٌمِنَ الهوى
إنْ مسّهُ الهواءُ
لرقتهِ
يُصابُ بالنعسِ..

والنهدُ البريُّ
طفلٌ ،يضجُّ بصدرها
مستوحشاً
ما تعلّمَ قطٌ في المدارسِ..
* * *

قلتُ لعيني:
كفى ياعينُ ألا اخجلى
وترفقي
بحسنِ ظبيةٍ شفّافٍ
هامسِ..

قالتْ:
عشقتُ الجمالَ-ياشاعري-فعشقتها
وصرتُ كناسكٍ
بأمرِ اللهِ،في محبسي.
* * * *

يا ورداً للخريفِ نبتَ في ذاكَ الشاطئ
أغوايةٌ
خصّكِ اللهُ بنا، أو هاجسِ؟

أمْ رسولُ جمالٍ
منْ قبّةِ السماءِ أتى
يُطهّرُ النفسَ
لنرقى إليكِ بالأنفسِ؟
* * * *

يا نسائمٌ،غرّدتْ في سماء ِحبّنا
جئتِ، ونحنُ صفعةُ ريحٍ،
أطلالٌ ...
في دارسِ الشمسِ...

عودي، فمريمُ البتولُ بعدَ الصليبِ،رحلتْ
لتسكنَ قربَ الإلهِ..
بعيداً عنِ الدنسِ...

عودي إلى دنياكِ،فليسَ في ضلوعنا،
شمسٌ
وضبابنا رِجْسٌ
منذُ أمسِ...

عودي إلى قبابكِ في السما،
فموعدنا
هناكَ..
عندَ مريمَ...
بعدَ قرْعِ الجرسِ.

*داغر عيسى أحمد
 سورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.