*محمد الطويل
” نزوة قابيل” مفتتح الرواية اليمنية في العام 2019؛ وهي الرواية الاولى للكاتبة المبدعة بلقيس الكبسي.
تسرد الرواية الصادرة في يناير هذا العام عن دار الامان بالمغرب حكاية الحرب والدمار الذي يتعرض له اليمن منذ 26 مارس (آذار) 2015.
تبدأ الحكاية بمشهد لأسرة يمنية دُفنت بالكامل تحت الانقاض ، ولم ينجو منها إلا (توق) بطلة الرواية التي تذكرنا بالخطيئة الاولى “نزوة قابيل” المتعطشة لسفك الدماء وازهاق الارواح وهتك الكرامة وانتهاك الحرية.
يشكل ( الحب) في الرواية تيمة للمقاومة والصمود في مواجهة الشر المطلق (الحرب) ، تعرض مؤلفة الرواية الحب في مزاد علني قائلة: الحب مخلوق الله الاستثنائي، اجمل الورطات، رفيق النقاء، كل المخلوقات الجميلة تحب الحب، لأنه جميل يحب دلاله في اناقة القلوب…
الحب اقدم المخلوقات وأجلها، وأعزها، واجملها، الحب مخلوق انيق، وسيم، فاتن، متدفق في الجفاف، دافئ في الشتاء، طري منعش في الصيف، إنه رحلتيّ القلب والروح شتاءً وصيفا…
احداث الرواية تجعل القارئ لها يعيش اندهاش الانسان الاول عندما رأى الفلكيون الاوائل يرسمون الصراع بين الخير والشر في شكل ذئبين ( ابيض واسود) يحاول كلاً منهما قضم ذيل الآخر وهم في المجال الدائري لجوف القمر، كانت حبكة تلك الصورة الاولى ان كلا الذئبين لم يصلا الى ذيل أيّ منهما. أما رواية الكبسي فإن حبكتها تمثلت في وقوع القضم : (الحرب منحرفة، وقوادها شاذون متمرسون في النقص، يصطادون الابرياء بطعم سام، الحرب ابشع ما اختلقه الانسان على وجه الارض. الحرب انتزعت الحب من القلوب، الحرب سفاحة لم تترك بيتا الا اوجعته، ولم تدع عائلة الا اخذت منها فردا او اكثر ومنحته صفة شهيد او فقيد او جريح او يتيم او ثكلى. الحرب فاجرة، اشعلت الفتنة والفرقة والتناحر والاقتتال والخلافات الطائفية المؤدلجة والمبرمجة. الحرب مافيا محترفة في القتل والنهب والسلب والسطو ، تهب قراصنتها كنوز الارض وخيراتها، ودفنوا اهلها احياء وامواتا في مقابر جماعية).
لا تنسى الروائية بلقيس الكبسي الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، فهما ضلع ثالث مع الحب والحرب لتقول: يمارس الفضاء الازرق في حالاته الكثيرة النفاق والاسفاف والاسراف، فلا تعلم حقيقة شخصياته، ولاتدري هل المذكر مؤنث؟ ام المؤنث مذكر؟ كل يرتدي قناع الآخر، كل يتخفى خلف السديم، خوفا، او لوماً، او جبنا او نقصا او للوصول الى غايات دنيئة، وقد تكون سامية، الا انه سمو مشبوه. هذا الفضاء مضحك حد الاشمئزاز، حد الغرابة، وحد الصمت، لطالما اضحكتني قطعانه، وهم يعلقون حوائط صفحات متحوله، ولا شيء يدفعهم لذلك سوى صورة مختلة وقد تكون مثيرة ذات انحرافات وانحدارات،، وتعض حروف عوجاء غنجاء، القيت بين اجفانهم فملاتهم عاطفة وخرفنتهم حد السذاجة والغباء.
اللغة وشخصيات الرواية، وكأنهما اُدخلا مختبر كيميائي تجاربه تنتج عناصر جديدة فائقة التغيّر والانبعاث.. الاختزال والتكثيف العالي هو السمة المسيطرة في طرد الكلمات من خاطر ومكنون المؤلفة الى صفحات الورق، وبهذا تقول لنا مؤلفة الرواية بلقيس الكبسي : “أنا اضيف عناصر جديدة الى الجدول الدوري للغة العربية”.
الحزن توليفة الرواية، (توق) بطلة الرواية تحمل ثقل الحزن الذي حملته اليمامة في ( لاتصالح) للشاعر العربي الراحل امل دنقل:
كيف لي ان اجدك يا تاج؟ كيف للغياب ان يحجبك عني، ياحقيقتي الساطعة كشمس لا يحجبها غيم؟ عد وأنبثق في مقلتي، يؤرقني افولك يا ضوء الدرب، ويحل على قلبي كغمة، ألم نكن سوياً يا تاج منذ تشكلنا نطفة في رحم امي؟ سكنا أحشائها سوياً، وخرجنا للحياة سوياً- لولا أني سبقتك بلحظات- تربينا سوياً، وترعرعنا معاً،اعتلينا اكتاف بعضنا، لعبنا ومرحنا سوياً، درسنا وتعلمنا سوياً، وأكلنا وشربنا معاً، تشاجرنا وتمازحنا سوياً، ولم نفترق أبداً، أين أنت يا تاج؟
بلقيس الكبسي قاصة وشاعرة وروائية يمنية حصلت على العديد من الجوائز الثقافية الذائعة الصيت ( جائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال القصة 2009- محافظة صنعاء – جائزة رئيس الجمهورية للشباب في النص المسرحي 2010- جائزة الدكتور عبد العزيز المقالح 2012- جائزة الملتقى الوطني للقصة القصيرة بالمغرب 2016).
صدر للمؤلفة:
-(حكاية كل ليلة) مجموعة قصصية طبعتين أولى وثانية 2010-2011م -حاصلة على جائزة رئيس الجمهورية للشباب 2009م.
-(عندما حل المساء أطفا شمعة) مجموعة قصصية -حاصلة على جائزة الدكتور / عبد العزيز المقالح2012.
-(أزمة قدوة) نص مسرحي حائز على جائزة رئيس الجمهورية للشباب 2010م.
-(همس الورد لأشواك القبيلة) مجموعة قصصية حائزة على جائزة صنعاء للثقافة والفنون 2012م.
-(ثلج احمر ) مجموعة شعرية 2014.
-(نبضات شاردة) مجموعة قصصية قصيرة 2014م.
تحت الطبع:
-مجال الرواية: حُب وَرَاءِ الحَرب – لَيلَّةٌ عِيد -النيل الأبيض – رائحة القرنفل.
-مجال الشعر: آيات الوله.
-أوبريت: أرض اليمن واحدة-ى وحدة وطن ألفة قلوب.
-مجال القصة: زاده أنثى – قناديل الضحى.
-مجال المسرح: الحافلة – السمسار – الملقى.
” نزوة قابيل” مفتتح الرواية اليمنية في العام 2019؛ وهي الرواية الاولى للكاتبة المبدعة بلقيس الكبسي.
تسرد الرواية الصادرة في يناير هذا العام عن دار الامان بالمغرب حكاية الحرب والدمار الذي يتعرض له اليمن منذ 26 مارس (آذار) 2015.
تبدأ الحكاية بمشهد لأسرة يمنية دُفنت بالكامل تحت الانقاض ، ولم ينجو منها إلا (توق) بطلة الرواية التي تذكرنا بالخطيئة الاولى “نزوة قابيل” المتعطشة لسفك الدماء وازهاق الارواح وهتك الكرامة وانتهاك الحرية.
يشكل ( الحب) في الرواية تيمة للمقاومة والصمود في مواجهة الشر المطلق (الحرب) ، تعرض مؤلفة الرواية الحب في مزاد علني قائلة: الحب مخلوق الله الاستثنائي، اجمل الورطات، رفيق النقاء، كل المخلوقات الجميلة تحب الحب، لأنه جميل يحب دلاله في اناقة القلوب…
الحب اقدم المخلوقات وأجلها، وأعزها، واجملها، الحب مخلوق انيق، وسيم، فاتن، متدفق في الجفاف، دافئ في الشتاء، طري منعش في الصيف، إنه رحلتيّ القلب والروح شتاءً وصيفا…
احداث الرواية تجعل القارئ لها يعيش اندهاش الانسان الاول عندما رأى الفلكيون الاوائل يرسمون الصراع بين الخير والشر في شكل ذئبين ( ابيض واسود) يحاول كلاً منهما قضم ذيل الآخر وهم في المجال الدائري لجوف القمر، كانت حبكة تلك الصورة الاولى ان كلا الذئبين لم يصلا الى ذيل أيّ منهما. أما رواية الكبسي فإن حبكتها تمثلت في وقوع القضم : (الحرب منحرفة، وقوادها شاذون متمرسون في النقص، يصطادون الابرياء بطعم سام، الحرب ابشع ما اختلقه الانسان على وجه الارض. الحرب انتزعت الحب من القلوب، الحرب سفاحة لم تترك بيتا الا اوجعته، ولم تدع عائلة الا اخذت منها فردا او اكثر ومنحته صفة شهيد او فقيد او جريح او يتيم او ثكلى. الحرب فاجرة، اشعلت الفتنة والفرقة والتناحر والاقتتال والخلافات الطائفية المؤدلجة والمبرمجة. الحرب مافيا محترفة في القتل والنهب والسلب والسطو ، تهب قراصنتها كنوز الارض وخيراتها، ودفنوا اهلها احياء وامواتا في مقابر جماعية).
لا تنسى الروائية بلقيس الكبسي الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، فهما ضلع ثالث مع الحب والحرب لتقول: يمارس الفضاء الازرق في حالاته الكثيرة النفاق والاسفاف والاسراف، فلا تعلم حقيقة شخصياته، ولاتدري هل المذكر مؤنث؟ ام المؤنث مذكر؟ كل يرتدي قناع الآخر، كل يتخفى خلف السديم، خوفا، او لوماً، او جبنا او نقصا او للوصول الى غايات دنيئة، وقد تكون سامية، الا انه سمو مشبوه. هذا الفضاء مضحك حد الاشمئزاز، حد الغرابة، وحد الصمت، لطالما اضحكتني قطعانه، وهم يعلقون حوائط صفحات متحوله، ولا شيء يدفعهم لذلك سوى صورة مختلة وقد تكون مثيرة ذات انحرافات وانحدارات،، وتعض حروف عوجاء غنجاء، القيت بين اجفانهم فملاتهم عاطفة وخرفنتهم حد السذاجة والغباء.
اللغة وشخصيات الرواية، وكأنهما اُدخلا مختبر كيميائي تجاربه تنتج عناصر جديدة فائقة التغيّر والانبعاث.. الاختزال والتكثيف العالي هو السمة المسيطرة في طرد الكلمات من خاطر ومكنون المؤلفة الى صفحات الورق، وبهذا تقول لنا مؤلفة الرواية بلقيس الكبسي : “أنا اضيف عناصر جديدة الى الجدول الدوري للغة العربية”.
الحزن توليفة الرواية، (توق) بطلة الرواية تحمل ثقل الحزن الذي حملته اليمامة في ( لاتصالح) للشاعر العربي الراحل امل دنقل:
كيف لي ان اجدك يا تاج؟ كيف للغياب ان يحجبك عني، ياحقيقتي الساطعة كشمس لا يحجبها غيم؟ عد وأنبثق في مقلتي، يؤرقني افولك يا ضوء الدرب، ويحل على قلبي كغمة، ألم نكن سوياً يا تاج منذ تشكلنا نطفة في رحم امي؟ سكنا أحشائها سوياً، وخرجنا للحياة سوياً- لولا أني سبقتك بلحظات- تربينا سوياً، وترعرعنا معاً،اعتلينا اكتاف بعضنا، لعبنا ومرحنا سوياً، درسنا وتعلمنا سوياً، وأكلنا وشربنا معاً، تشاجرنا وتمازحنا سوياً، ولم نفترق أبداً، أين أنت يا تاج؟
بلقيس الكبسي قاصة وشاعرة وروائية يمنية حصلت على العديد من الجوائز الثقافية الذائعة الصيت ( جائزة رئيس الجمهورية للشباب في مجال القصة 2009- محافظة صنعاء – جائزة رئيس الجمهورية للشباب في النص المسرحي 2010- جائزة الدكتور عبد العزيز المقالح 2012- جائزة الملتقى الوطني للقصة القصيرة بالمغرب 2016).
صدر للمؤلفة:
-(حكاية كل ليلة) مجموعة قصصية طبعتين أولى وثانية 2010-2011م -حاصلة على جائزة رئيس الجمهورية للشباب 2009م.
-(عندما حل المساء أطفا شمعة) مجموعة قصصية -حاصلة على جائزة الدكتور / عبد العزيز المقالح2012.
-(أزمة قدوة) نص مسرحي حائز على جائزة رئيس الجمهورية للشباب 2010م.
-(همس الورد لأشواك القبيلة) مجموعة قصصية حائزة على جائزة صنعاء للثقافة والفنون 2012م.
-(ثلج احمر ) مجموعة شعرية 2014.
-(نبضات شاردة) مجموعة قصصية قصيرة 2014م.
تحت الطبع:
-مجال الرواية: حُب وَرَاءِ الحَرب – لَيلَّةٌ عِيد -النيل الأبيض – رائحة القرنفل.
-مجال الشعر: آيات الوله.
-أوبريت: أرض اليمن واحدة-ى وحدة وطن ألفة قلوب.
-مجال القصة: زاده أنثى – قناديل الضحى.
-مجال المسرح: الحافلة – السمسار – الملقى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.