الصفحات

فضلُ الأُبُوّة ...**حسن كنعان

هيَ الأبوّةُ جلّتْ في الورى نَسَبا
لم يوفِها حقّها من قالَ أو كتبا

يا صاحبَ الفضلِ بعدَ الله نلمسهُ
نطاولُ النّجمَ زهواً بالذي وهبا

تفنى لنحيا وتعطي دونما كللٍ
يا صاحبَ الهامةِ الشّمّاءِ مُنتصبا



سل كلّ ذي قامةٍ طالت بموقعها
هل فضلُ والدهِ عن بالهِ غَرَبا

لا يجحدُ الفضلَ إلّا من بهِ لَمَمٌ
وجانَبَ الرُّشدَ والإنصافَ والأدبا

يا ويحَ من أدركَ الرّدئين ليس لهُ
حظُّ الرّضا منهما فاستأهلَ الغضبا

أَوْلى الجهادِ إذا ما رُمتَ بِرَّهما
طوبى لمن بَرَّ أُمّاً عندهُ وأبا

إنّ الأُبوّةَ في أجلى مظاهرها
أنْ يشملَ البذلُ جيلاً للغدِ ارتُقِبا

يا صاحبَ القِيَمِ الغرّاءِ ما نَضَبتْ
منكَ الينابيعُ تروي غُلّ من شربا

واللاهجون بفضلٍ منكَ ما غفلوا
عن كلّ مكرمةٍ أثرَتهُمُ حسبا

حلّوا مواقعَ يبنون البلادَ كما
حلّت صقورٌ تحاكي المجدَ فوق رُبى

إن كان تحت خطا الأُمّاتِ جنّتنا
فإنَ أقربَ بابٍ للأبِ انتسبا

تفرّقوا عنكَ لكنْ لن تفارقهم
في كلّ قلبٍ لك اسمٌ زانهُ لقبا

طوبى لكلّ أبٍ صان الأمانةَ في
رعايةٍ لبنيهِ فاغتنَوْا نُجُبا

واحسرتاهُ! على من ضيّعوا خَلَفاً
فأوردوهُ شعابَ البؤسِ فانتُكِبا

ما أطيبَ العيشَ في أكنافِ عائلةٍ
فيها الأبُ المنصفُ الحاني كريحِ صَبا

يا أيّها السيفُ في كفّ الزّمان مضى
يذُبُّ عن أهلهِ في الملتقى الكُرَبا

فامضهْ إلى غايةٍ تسمو بلا مللٍ
واعبر ْ بنا البحرَ مهما كان مضطربا

إنّا إذا اشتدّ خطبٌ واعترتْ نُوَبٌ
نريكَ يا والدي من بأسنا العجبا

*حسن كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.