الصفحات

لا تعشق كاتبة...** بقلم: ريان باسل الهليس

لا تعشق كـاتبة...
ستتوجكَ ملكًا على عرشِ حروفها ، وإن أخطـأتَ بحقها ، ستذلكَ وتجعلكَ نقطة حبر سقطت سهوًا فأفسدت نصها بأكملة..

لا تعشق كـاتبة..
لانها قادرة على تخليد ذكراك بآلاف النصوص ، وتجعل كلَ من تقرأ تقع بحبكَ سهوًا دون أن تدرك ، وإن أخطأت بِحقها ، سَتجعلكَ تاريخًا للنذالة والحقارة في حروفها..

لا تعشق كـاتبة..
ستمسكَ يمناك وترقص معكَ رقصة السالسا بغنج وسلاسة وتجعلكَ تستنشق رائحة الكرز من حروفها ، وإن أخطأتَ بحقها ستذلكَ بِ آلاف الحروف قد إمتلكتها بجعبتها وهيَ تتراقص على سيمفونية ألمكَ وحرقة روحكَ رجفة جسدكَ..

لا تعشق كـاتبة..
ستكتبكَ بقصائد درويشية ، وستعزفكَ كَ لحنِ بيتهوفن ، وترسمكَ كَ لوحةِ بيكاسو ،وإن أخطأتَ بحقها ستلعنكَ وتعلن بأنكَ نقمة في مسيرة الحياة واللغة..

لا تعشق كـاتبة..
ستأخذكَ إلى عالمها ستفاجأكَ وتبني لكَ منزلاً فوق الغيومِ وتهديكَ أسمى الألقاب ، ولكن إن أخطأتَ بحقها ستهدم سقفَ غرفتك كل ليلة لتزوركَ بأحلامكَ وتلعنكَ وتتندم على ما أصابها..

لا تعشق كـاتبة..
ستكتبُ نصًا إغرائيًا لك ، لتلفتَ نظر كلَ من يقرأ ، وستأخذكَ لتجلس أنتَ وهيَ بأسفل النص لوحدكما ، لكن إن أخطأتَ بحقها ستلعنك وترثيكَ بكل حرفِ قد كتبته ليظن الجميع بأنك متَ ، وستجهظكَ كأنكَ لم تكن.

لا تعشق كـاتبة..
ستعشق تفاصيلكَ ، تاريخ ميلادك ، لونكَ المفضل قميصك ساعتك ضحكتك السادسة شعراتكَ المتطايرة ، وخطوط يديكَ البارزة ، عصبيتكَ ، تدون أدق الملاحظات حتى أنت لم تعلم بها ، ولكن إن أخطأتَ بحقها ، ستشدكَ من عنقك وتهدم أحلامكَ وأمنياتكَ لن تجد مهربًا حتى الموسيقى لن تفيدكَ سَتجعلكَ تتحدث مع نفسك..

لا تعشق كـاتبة..
فأقسم لك حتى ملامح حزنها وبكائها وتورد خذيها وصوتِ أنفاسها ، وستجتاحكَ رغبة ملحة بإمتلاكها حتى تبقى بداخلكَ ، لكن إن أخطأتَ بحقها يا ويلتاه من غضبها يا رفيقي ستهزكَ كـ غصن مرتعد وک هجرة مضجع الأغاني التي تخلق في روحِ ألف حلم وخيال..

لا تعشق كـاتبة..
ستحب كافة حالاتكَ الجنونية ومزاجيتكَ ، ستقدس الحبَ لاجلكَ كالصلاة والقهوة والموسيقى ، ولكن إن أخطأتَ بحقها ،
سَتعريك من حرفها ، وفي ساحة القصاص وسط المدينة ستلعنك وترجمك كلَ فتاةٍ قد خذلت وتألمت وإنكسرت..

فالخيارُ لكَ يا صديقي..
أتريد أن تكون رمز وذبذبات سيمفونية حب.؟
أم تريد أن تكون تاريخًا ورمزًا مخلدًا للحقارة.. ؟

أتريد أن تكون لهفتها وجنونها وعفويتها وإبتسامتها البيضاء.. ؟
أم تريد أن تكون غصةً ولعنة في حلقِ اللغة.. ؟

القرار لكَ يا صديقي..
أتريد أن تكون عشوائيتها وفلسفتها وأسئلتها وأمانيها الغريبة وأحلامها الطفولية وسرها العظيم ورفيق طريقها.. ؟
أم تريد أن تكون جسد خالي من كل شيء إلا ضجيجٌ قد تراكمَ داخل شراينكَ بسببها..

أأخبركَ سرًا ؛ إذا وقعت في حبِ كاتبة وعنيدةً ؛ فياويلتاه يا رفيقي ، أعانكَ الله وصبرك على هذا البلاء وأحاطكَ بوسعِ رحمته..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.