*جعفر الديري:
مسكينة لا أحد لها سوى شقيقها، متواضعة وخلوقة وليس هناك من هو أطيب قلباً منها. جميلة غير أن الحزن على أمها ذهب بحيويتها، ذلك ما تذكره نسوة الحي كلما اجتمعت بهن. لا يتركن ساعة دون أن يحطمن أعصابها بمثل هذه الكلمات، بحق شقيقة زوجها، هذه المغرورة المحتالة، التي تبدي للناس وجهاً غير ما تخفيه، من غل وحقد على جميع الناس، وعليها هي بالتحديد، هي التي تهيمن على زوجها في كل صغيرة وكبيرة، إلا في أمر أخته.
ما أغرب ذل. لماذا هو متعلق بها لهذا الحد؟، لا يخرج من البيت، قبل أن يجتمع بها، يسأل عن حالها وعما تحتاجه، ولا يعود للبيت، ويسأل عن زوجه حتى يتفقد أخته أولاً.
ما أتعسها من زوجة، أليس من الممكن أن يخلو لها وجه زوجها، لها وحدها؟ لو أنها تحبل فقط، لكان يمكن أن تغلق قلبه عليها دون الجميع بمن فيهم شقيقته، إلا أن هذا البطن العقور، يرفض ذلك، مؤذناً بمزيد من التعاسة، بمزيد من الإهمال، في مقابل اهتمام بالشقيقة اللئيمة التي تنازعها كل شيء.
صحت على الباب يفتح، ولوت فمها استياء، لقد ذهب لا شك لرؤية أخته، وها هو صوت ضحكهما يرتفع، ولن تمر دقيقة حتى يناديها لكي تحضر طعام الغداء، وهناك سيتناول طعامه، وستكون هناك طبعاً، لكي تشاهد لطف زوجها وعطفه وتدليله أخته، ولكي تزيد من نار الكره والحقد في قلبها، على هذه الفتاة التي تجثم فوق صدرها.
بالأمس استشارت إحدى العجائز في أمر هذه الفتاة، قالت لها لا يوجد حل سوى أن تكيد لها عند شقيقها، ورغم أنها ترفض ذلك في قرارة نفسها، إلا أن هذه النار التي تحرق الأخضر واليابس، لا تترك مجالاً لحل آخر، وها هي تستقر أخيراً على ما يجب أن تقوم به. كانت تدرك يقيناً أنه لا شيء يغير من قلب زوجها ناحية أخته سوى أن تصمها بالخطيئة. نعم لا سبيل سوى أن توهمه أنها خاطئة، أسلمت نفسها لرجل غريب دون زواج. وإذ تراءت لها صور جميلة لحالها مع زوجها بعد موته شقيقته، ابتسمت في سعادة، وضحكت من كل قلبها. نعم لن تتردد هذه المرة. لقد أعدت كل شيء، حتى إنها أخرجت ثوب زوجها القديم، والكوفية والعقال، وحددت الساعة، والمكان.
هذه الفتاة المغرورة، تنزوي لوحدها فوق السطح متكبرة متعجرفة، وهذه الطيبة التي تدعيها ستكون الحبل الذي تشنقها به. وما إن خرج الزوج حتى ارتدت الثوب وصعدت إلى السطح، ها هو المؤذن في المسجد القريب يلحمها. إنه يشاهدها رجلاً لا شك، وإلا لما وجه انتباهه إليها.
طرقت الباب، فتحته الفتاة، فولجت إلى الداخل، مدعية أنها ارتدت ما ارتدت من أجل التنفيس عن الفتاة. وها هو أسبوع يمر، حتى إذا وجدت المؤذن يهزّ رأسه، آسفاً أيقنت أن الفرصة استوت ولابد من قطافها. وعجبت لنفسها أنها لم يطرف لها جفن حين كلمت زوجها في شأن أخته، مدعية أن رجلاً يزورها أثناء غيابه، حتى وهو يكاد ينهار كالجسر على الأرض لهول ما سمع؛ لم تتأثر، بل سارعت ودعته لسؤال المؤذن.
وخرج زوجها، وعاد كأن جبلاً فوق رأسه؛ وما كان لها أن تترك سورة الغضب تذهب دون فائدة. أعطته المجرفة، ووقفت على رأسه، لكي يواري عاره في التراب، لكنها غفلت أن الفتاة أحست بما يدبر لها، فانسلت من بينهما إلى غير رجعة.
مسكينة لا أحد لها سوى شقيقها، متواضعة وخلوقة وليس هناك من هو أطيب قلباً منها. جميلة غير أن الحزن على أمها ذهب بحيويتها، ذلك ما تذكره نسوة الحي كلما اجتمعت بهن. لا يتركن ساعة دون أن يحطمن أعصابها بمثل هذه الكلمات، بحق شقيقة زوجها، هذه المغرورة المحتالة، التي تبدي للناس وجهاً غير ما تخفيه، من غل وحقد على جميع الناس، وعليها هي بالتحديد، هي التي تهيمن على زوجها في كل صغيرة وكبيرة، إلا في أمر أخته.
ما أغرب ذل. لماذا هو متعلق بها لهذا الحد؟، لا يخرج من البيت، قبل أن يجتمع بها، يسأل عن حالها وعما تحتاجه، ولا يعود للبيت، ويسأل عن زوجه حتى يتفقد أخته أولاً.
ما أتعسها من زوجة، أليس من الممكن أن يخلو لها وجه زوجها، لها وحدها؟ لو أنها تحبل فقط، لكان يمكن أن تغلق قلبه عليها دون الجميع بمن فيهم شقيقته، إلا أن هذا البطن العقور، يرفض ذلك، مؤذناً بمزيد من التعاسة، بمزيد من الإهمال، في مقابل اهتمام بالشقيقة اللئيمة التي تنازعها كل شيء.
صحت على الباب يفتح، ولوت فمها استياء، لقد ذهب لا شك لرؤية أخته، وها هو صوت ضحكهما يرتفع، ولن تمر دقيقة حتى يناديها لكي تحضر طعام الغداء، وهناك سيتناول طعامه، وستكون هناك طبعاً، لكي تشاهد لطف زوجها وعطفه وتدليله أخته، ولكي تزيد من نار الكره والحقد في قلبها، على هذه الفتاة التي تجثم فوق صدرها.
بالأمس استشارت إحدى العجائز في أمر هذه الفتاة، قالت لها لا يوجد حل سوى أن تكيد لها عند شقيقها، ورغم أنها ترفض ذلك في قرارة نفسها، إلا أن هذه النار التي تحرق الأخضر واليابس، لا تترك مجالاً لحل آخر، وها هي تستقر أخيراً على ما يجب أن تقوم به. كانت تدرك يقيناً أنه لا شيء يغير من قلب زوجها ناحية أخته سوى أن تصمها بالخطيئة. نعم لا سبيل سوى أن توهمه أنها خاطئة، أسلمت نفسها لرجل غريب دون زواج. وإذ تراءت لها صور جميلة لحالها مع زوجها بعد موته شقيقته، ابتسمت في سعادة، وضحكت من كل قلبها. نعم لن تتردد هذه المرة. لقد أعدت كل شيء، حتى إنها أخرجت ثوب زوجها القديم، والكوفية والعقال، وحددت الساعة، والمكان.
هذه الفتاة المغرورة، تنزوي لوحدها فوق السطح متكبرة متعجرفة، وهذه الطيبة التي تدعيها ستكون الحبل الذي تشنقها به. وما إن خرج الزوج حتى ارتدت الثوب وصعدت إلى السطح، ها هو المؤذن في المسجد القريب يلحمها. إنه يشاهدها رجلاً لا شك، وإلا لما وجه انتباهه إليها.
طرقت الباب، فتحته الفتاة، فولجت إلى الداخل، مدعية أنها ارتدت ما ارتدت من أجل التنفيس عن الفتاة. وها هو أسبوع يمر، حتى إذا وجدت المؤذن يهزّ رأسه، آسفاً أيقنت أن الفرصة استوت ولابد من قطافها. وعجبت لنفسها أنها لم يطرف لها جفن حين كلمت زوجها في شأن أخته، مدعية أن رجلاً يزورها أثناء غيابه، حتى وهو يكاد ينهار كالجسر على الأرض لهول ما سمع؛ لم تتأثر، بل سارعت ودعته لسؤال المؤذن.
وخرج زوجها، وعاد كأن جبلاً فوق رأسه؛ وما كان لها أن تترك سورة الغضب تذهب دون فائدة. أعطته المجرفة، ووقفت على رأسه، لكي يواري عاره في التراب، لكنها غفلت أن الفتاة أحست بما يدبر لها، فانسلت من بينهما إلى غير رجعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.